قصة الصبي الفقير مع الشيخ
يحكى أنه في قديم الزمان كانت هناك إمرأة فقيرة تعيش في كوخ صغير هي وإبنها الصغير ، ولم يكونا يملكان أي شيء سوى هذا الكوخ الذي يعيشان فيه ..
كانت المرأة تعمل ليلآ و نهارآ لتوفير إحتياجاتها وإحتياجات إبنها وكانت لاتقبل المساعدة من أحد .
مرت السنوات وكبر الصبي قليلًا فأرادت والدته أن يتعلم ويقرأ لأنهم فقراء ولا يملكون شيئًا لذلك يجب أن يتعلم لعل العلم ينفعه ، وقد رأت الأم أن أفضل علم يمكن أن يحصل عليه إبنها هو القرآن الكريم …
لذلك سألت الأم عن أفضل شيخ يمكن أن يعلم إبنها القرآن الكريم ، فعرفت أن أفضل شيخ يحفظ القرآن يسكن في قرية مجاورة لقريتهم ، فجهزت إبنها وطلبت منه أن يرحل إلى القرية المجاورة ويذهب إلى منزل الشيخ ويطلب منه أن يعلمه القرآن الكريم …
وبالفعل ذهب الولد بعد صلاة الفجر وسار حتى وصل إلى منزل الشيخ وطرق الباب ، خرج الشيخ للصبي وسأله عما يريد ، فأجابه الصبي أنه أتى خصيصًا إليه من القرية المجاورة حتى يحفظ القرآن الكريم على يديه فهذه رغبة والدته ، فقال له الشيخ أنه لا يعمل مجانًا ويجب أن يأخذ أموال أولًا مقابل تعليمه …
فقال له الصبي أنه لا يملك أي أموال وأنه يتيم ووالدته فقيرة ،فعرض عليه الشيخ أن يعمل لديه لفترة وفي المقابل سوف يحفظه القرآن ، ففكر الصبي قليلًا وقال للشيخ أخشى إذا عملت عندك أن أتأخر على أمي فتقلق علي ، لذلك سوف أذهب لأخبرها أولًا ثم أعود إليك .
سار الولد عائدًا إلى قريته الصغيرة حتى أتى موعد صلاة العشاء وهو مازال في الطريق ، فجلس الفتى بجوار شجرة وصل العشاء ، ثم ظل يصلي على النبي حتى غلبه النعاس ، ولما نام أتاه رسول الله صل الله عليه وسلم في الرؤية ، وسأله عن وجهته فأجاب الصبي أنه كان يريد أن يحفظ القرآن على يد الشيخ ، لكنه رفض لأنه لا يملك مال ، فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم في الرؤية ، اذهب فقل له أن يحفظك القرآن وإذا سألك عن المال فقل له “زمرًا زمرا” …
إستيقظ الصبي وكان موعد آذان الفجر ، فصلى الفجر ثم قرر أن يعود إلى الشيخ ليخبره عن الرؤية ، ولما ذهب إلى منزل الشيخ وطرق الباب ، خرج له الشيخ وقال: هل جلبت المال؟
فقال له الصبي: لا .
فقال الشيخ: لماذا عدت إذن ؟
قال له الصبي :لقد أرسلني رسول الله صل الله عليه وسلم .
تعجب الشيخ وقال له : كيف ذلك ؟
قال له الصبي: لقد أتاني في المنام وأمرني أن أعود إليك وأطلب منك أن تحفظني القرآن أقول لك ” زمرًا زمرا ” ، فبكى الشيخ وقال للفتى: سأحفظك كتاب الله مثلما أمرني رسول الله صل الله عليه وسلم .
فتعجب الفتى وسأل الشيخ : ما معنى “زمرًا زمرا ”
فقال الشيخ : عندما كنت في سنك يابني أتاني رسول الله صل الله عليه وسلم في الرؤية فسألته ” كيف يدخل أهل القرآن الجنة يا رسول الله ، فقال لي يدخلونها .. زمرًا زمرا” ..
قال الله تعالى
*وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا*
وهذا إخبار عن حال السعداء المؤمنين حين يساقون وفداً إلى الجنة زُمَرًا ، أي: جماعة بعد جماعة: المقربون، ثم الأبرار، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم كل طائفة مع من يناسبهم: الأنبياء مع الأنبياء، ، والشهداء مع الشهذاء، والعلماء مع أقرانهم، وكل صنف مع صنف، كل زمرة تناسب بعضها بعضاً…