كان ياما كان في قديم الزمان ، كان هناك تاجر فاحش الثراء وكانت ثروته تكفي لرصف الطرق بالفضة ولكنه كان رجلًا حكيمًا وتاجرًا ذكيًا عرف كيف ينفق أمواله وكيف يدخرها أيضًا وكان له صبي صغير ويبدو أن ابنه كان كسولًا للغاية ،وفي أحد الأيام، وعلى مائدة الإفطار أخبر الابن والده أنه اشترى قاربا لأحد الأصدقاء ويريد أصدقائه أن يقيم لهم حفل. فقال له الأب: أي نوع من الأصدقاء هؤلاء ،
فقال الابن: إنهم يحبونني ويعتقدون أنني الأفضل .
فقال الأب: بل يحبون ثروتك، توقف عن محاولة إسعادهم ولا تهتم لرأيهم فيك أبدًا وافعل ما يسعدك .
فقال الابن :يسعدني عمل أشياء حتى يحبني الآخرين.
فقال له الأب :استمع إلي سوف أخبرك بشيء هام لدي صندوق قديم وهو ليس بصندوق عادي أنت تكبر الآن وسوف ترث كل ثروتي وكل شيء سوف يكون ملكًا لك ، أريدك أن تعدنني الآن بعد وفاتي مهما حدث لا تفرط في هذا الصندوق هل فهمتني.
ومرت السنوات وفي يوم حزين توفى التاجر وأصبح الصبي شابًا الآن حزن كثيرًا على والده وسرعان ما ورث منه كل شيء ولكن العقل قد ودعه وطار وعاش في بذخ وإسراف تام وأقام الحفلات كل ليلة ، وكان يجدد المنزل يوميًا فبدا مختلفًا كل يوم وحرص على اقتناء التحف الباهظة ، انبهر أصدقائه وهذا جعله سعيدًا للغاية وعلم كل أصدقائه بثرائه الفاحش وأنه يمكنه شراء كل ما يريد ولكنهم كانوا يعلمون شيئًا أخر وكان لديه موهبة خفيفة فقد كان قصاص بارعًا .
واستمر الحال لعدة أسابيع ونفذت كل الثروة وبدأ في بيع تحفه الثمينة ليغطي معيشته ولكنه لم يتوقف عن إقامة الحفلات وأخيرًا جاء اليوم وقالوا له لقد أفلست ولكنه لم يصدق .
قال له المحامي: كل ما تملك هو هذا الرداء وهذا الحذاء وهذا الصندوق ، ولا قيمة لهم حتى إذا بعتهم .جلس الشاب في الصندوق فوجد به مفتاح فقال لابد أنه مفتاح الصندوق ففتح به الصندوق فأصبحت له أجنحة وطار به .
فلم يكن الصندوق عاديًا بل كان صندوقا مسحورًا ، حمل الشاب فوق البحار وفوق الجبال وأخيرًا هبط الصندوق في بلاد الترك نزل من على الصندوق وخبئه تحت الشجر وبدأ يتفقد المدينة ومن بعيد رأى قصرًا فقال له أحد البائعين إنه قصر السلطان والسلطانة وابنتهم الأميرة ، وطار الشاب لرؤية الأميرة وكانت نائمة وجلس الشاب يتطلع إليها فقد أحب النظر إليها. استيقظت الأميرة من النوم ورأته ،فقال لها: لا تصرخي أنا ساحر الصندوق المسحور ، فقالت له ما هذه الخرافات لا يوجد شيء كهذا .
قالت الأميرة: لو كان هذا حقيقيًا فكيف تدخل غرفتي هكذا كيف تجرأ ! لا يهمني من أنت سأمر بالقبض عليك. فقال الابن : كلا أنا أتوسل إليكِ ، أسف جدًا فأنت محقة، لقد ارتكبت خطأ بدخولي هكذا .
فقالت الأميرة: توقف عن التوسل وأخبرني كيف وصلت إلى هنا .
فقال لها الشاب: جئت على صندوقي من القمر حيث الشلالات الجميلة هناك وبحيرات مثل عينيك تمامًا .
وظل الشاب يحكي للأميرة القصص فقالت له الأميرة: أنت تروي قصصا رائعة ،هذا مذهل.
فقال لها الشاب: أميرتي هل تتزوجنني؟قالت الأميرة باستغراب: ماذا لقد تقابلنا للتو؟
فقال لها الشاب : ظننت الوقت ملائمًا.
فقالت الأميرة : غادر الآن.
فقال لها: إن أعجبتك قصصي، لما لا تأتي غدًا وتقابل والداي فهما مغرمان تمامًا بالقصص، فأبي يفضلها النهايات السعيدة وأمي تهتم بالحكمة. إن جئتهم بقصة فسوف أوافق على الزواج .
فطار الشاب على صندوقه حتى وصل إلى الغابة ، وظل طوال اليوم يكتب القصة المثالية ولم يشعر بمثل هذه السعادة قط حتى أنه لم يأكل ولم يشرب ولم ينم وسرعان ما حان موعد لقائه مع السلطان والسلطانة ودخل إلى القصر بفخر وحماس وكانت الأميرة قد أخبرت والديها عنه وعن الصندوق وعن براعته في القصص وكانوا متشوقين لرؤيته وقص عليهم القصة التي كتبها ووافق السلطان والسلطانة على زواج الشاب من ابنتهم .
وبدأ الاحتفال بالزواج وكان الاحتفال ضخمًا حقًا أضاءت المدينة كالنجوم في السماء ولكنه أراد أن يبهرهم فملء الصندوق ألعاب نارية وطار في الهواء فأحترق الصندوق وقال لا تحرق نفسك من أجل الآخرين ولم يستطيع مقابلة الأميرة ثانية ولكنه بدأ في كتابة القصص وروايتها على الناس ..