قصة الصوت العالي
في بلدٍ ما كان يعيش طفلًا جميلًا مع أمه وأبيه ، وكان يدعى صادق ، و كان أهل المدينة يحبونه جميعًا، حيث كان يتسم بجمال وجهه ولسانه ، ولا ينطقُ لفظًا سيئًا أو نابيًا.
وفي يومٍ من الأيام غادر الأب وذهب لعمله وطلب صادق من أمه أن يخرج للعب من الأطفال في الشارع لكنها رفضت. فظل يلح عليها ويبكي حتى يستعطفها لتسمح له بالخروج إلا أنها أصرَّت على عدم موافقتها على خروجه من المنزل. وظل يصرخ وبدأ صوته يعلو فوق صوت أمه . وهنا بدأت الكارثة. صمتت أمه ، لأنها حزنت من إبنها الحبيب ، فهي لم تعتاد منه على الصوت العالي ، وتركته وحده وجلست بعيدًا، وفي عينيها دموعُ الحُزن من طفلها. اقترب منها صادق وربت على كفها ، وفي عينيه ندمٌ شديد ، ثم قبَّل يدها وطلب منها أن تسامحه وتطلب منه ما تشاء كي تسامحه ، وتسمح له بالخروج للعب مع الأطفال في الحدائق .
أخبرته أنها سامحته ولكنها سوف تسمح له بالخروج ، إذا أنهى طعامه كاملًا ، فدخل صادق إلى المطبخ وأحضر طعامه لكي يأكله. وعندما أنهى طعامه سمحت له أمه أخيرًا بالخروج مع الأولاد للهو واللعب .
الأم : أحسنت يا صادق ، بالهناء والشفاء يا صغيري .صادق : هنأكِ الله يا أمي ، هل تسمحين لي بالخروج الآن ؟ الأم : نعم يا صغيري ، لكن يجب أن أخبرك بعض الأمور قبل أن تخرج .صادق : هيا .. هيا يا أمي أخبريني .
ضحكت الأم من لهفة طفلها على الخروج ، وبدأت تعد على أصابع يدها .
الأم : عليك أن تنتبه وأنت تلعب ، لا تذهب بعيدًا عن منزلنا ، لا تضايق أحدًا ، لا يعلو صوتك أبدًا فـ ( إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) – سورة لقمان آية 19 ، اخفض صوتك دائمًا يا صغيري ، ابتسم في وجه كل من يقابلك فـ (تبسمك في وجه أخيك صدقة ) ، لا تُلقِ القمامة على الأرض .
صادق : حسنًا يا أمي أيمكنني الذهاب الآن ؟
الأم : نعم الآن يمكنك أن تذهب ، لكن لا تنسَ تعليماتي لك ، فهي مهمة كثيرًا وأنت ولدٌ رائع ، وسوف تسمع كل تعليماتي وتحذيراتي لك ، وتنفذها كلها ، أليس كذلك ؟
صادق : بلى يا أمي ، سوف أنفذها حرفًا حرفًا لا تقلقي ، سأذهب للعب الآن .
خرج الطفل “صادق” ليعلب مع الأولاد في البستان ، وكان هناك طفلًا من بينهم دائمًا يعلو صوته دون سبب ، ويصرخ من آنٍ لآخر ، و فجأة ابتعد صادق.
صادق : يا سعيد لن ألعب معك ثانيةً .سعيد : لماذا يا صديقي صادق ؟ صادق : لأن صوتك عالٍ .سعيد : أنا متعجبٌ منك يا صادق .. لا تريد اللعب معي لأن صوتي عاليًا ؟ صادق : نعم يا سعيد ، إن الله لا يحب الصوت العالي .
اجتمع الأطفال حولهم وبدؤوا يسألون عن سبب توقفهم عن اللعب .
محمود : لماذا تقفون بعيدًا يا صادق أنت وسعيد ؟ سعيد : صادق يقول أنه لا يريد اللعب معي لأن صوتي عاليًا .محمود : صادق محق ، إن صوتك عاليًا ومزعجًا جدًا يا سعيد .سعيد : إنه أيضًا يقول لي إن الله لا يحب الصوت العالي .محمود : كيف يا صادق لا يحب الله الصوت العالي ؟ أخبرنا .
صادق : إن الله سبحانو وتعالى يحب أن نتحدث بصوتٍ هادئ ، يسمعه من حولنا دون أن نؤذيهم بصوتنا العالي ، لأن الصوت العالي ، يشبه أصوات الحمير والمسلم ، يجب أن لا يشبه صوته أصوات الحيوانات ، لأن الله – سبحانه وتعالى – ، فضلنا على سائر خلقه أجمعين ، وقال – سبحانه وتعالى – في القرآن الكريم عن الصوت العالي ، ( إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) – سورة لقمان آية 19
محمود : نعم يا صادق صدقت ، أشكرك يا صديقي على تلك المعلومات الرائعة .سعيد : أشكرك يا صادق ، وأعتذر منك عن هذا الخطأ ، ومن اليوم لن أرفع صوتي أبدًا .
وعاد الأطفال يلعبون من جديد بعدما علمهم صادق هذا الدرس وأخبرهم أن الصوت العالي أمرًا مؤذيًا كصوت الحمير كما علمته والدته