قصة الصياد والأصدقاء الأربعة
كان هناك ثلاثة أصدقاء يعيشون معاً في سعادة ، وهم الغزالة والغراب والفأر ، وكانوا يستمتعون بصحبة بعضهم البعض في كل يوم ، ويجولون في الحديقة ويقضون أسعد الأوقات معاً ، ويمرحون طوال اليوم .
وفى يوم من الأيام أتت السلحفاة ، وطلبت منهم أن تكون الصديقة الرابعة لهم ، فقالت لها الغزالة : يشرفنا أن تنضمين لنا وتكوني صديقتنا الجديدة ، لكن يجب أن تتعلمي كيفية النجاة من خطر الصياد ، فهذا هو شرط صداقتنا ، خاصة وأنه يسكن بالقرب منا في الغابة صياد شرير ، يأتي بشبكته مرات عديدة لاصطياد حيوانات الغابة.
فردت السلحفاة : ولكن كيف سأنجو من الصياد ، عندما يأتي وأنا بطيئة الحركة ؟ فرد الفأر : ولكن كلنا نستطيع أن ننجو من شبكة الصياد ، فعندما يهجم لاصطيادنا تقوم الغزالة بالوثب مسرعة بعيداً عن الصياد فلا يستطيع الصياد اللحاق بها .كما يقوم الغراب بالطيران عالياً ، فلا تصل شبكة الصياد لارتفاعه ، وأنا أقوم بالاختباء في الحفر الموجودة تحت الأرض ، فلا يستطيع الصياد أن يلحق بي .
حزنت السلحفاة وعادت بخيبة أمل أن تكون صديقة لهم ، وكان كل ما يشغل تفكيرها هو أن يكون لها أصدقاء ، تستطيع الاستعانة بهم وقت الحاجة .
وفى اليوم التالي خرجت السلحفاة تبحث عن أصدقاء لها ، وكان الأصدقاء الثلاثة مجتمعون يمرحون ويلعبون ، فقررت الاقتراب منهم ومراقبتهم بل ، ومحاولة طلب صداقتهما مرة أخرى .
وبينما تتسلل السلحفاة وتقترب منهم ، رأت الغزالة الصياد يقترب بشبكته ، فصرخت وقالت : الصياد يقترب أسرعوا بالهرب يا أصدقاء ، فأسرع الغراب بالطيران وابتعد عالياً في السماء ، وأسرع الفأر في الدخول لحفرة تحت الأرض ، واختبأ من الصياد كما أسرعت الغزالة بالقفز بعيداً عن الصياد ، فأقترب الصياد بشبكته ولم يستطع صيد أحد من الأصدقاء الثلاثة .
لكنه استطاع إصطياد السلحفاة ، وقال في نفسه : بالطبع لن يكون لحم السلحفاة شهي ، مثل لحم الغزال ولكن لن يكون أسوأ من البقاء جائعاً .أخذت السلحفاة تصرخ : النجدة النجدة ، ساعدوني يا أصدقاء ، سيلتهمني الصياد ، النجدة النجدة .
وما إن عاد الصياد إلى منزله اجتمع الأصدقاء الثلاثة ، وحزنوا على السلحفاة وقرروا مساعدتها في النجاة ، من الصياد الشرير قبل أن يتناولها في العشاء .
فوضعوا خطة لمساعدة السلحفاة ، على الهرب فقام الغراب بالطيران ، ليحدد مكان وجود شبكة الصياد المحبوس بداخلها السلحفاة ، فعرفت أن الصياد وضعها بالقرب من البحيرة المطلة على منزله ، حتى يتم إعداد أدوات الشواء .
إقتربت الغزالة من منزل الصياد المطل على البحيرة ، وجلست في سكون فخرج الصياد من منزله ، ليبدأ في تجهيز وجبة العشاء ، فرأى الغزالة تجلس في سكون بالقرب منه .
فقال الصياد في نفسه : يا لها من فرصة عظيمة ، لقد أصبحت الغزالة على بعد أمتار قليلة مني ، كما أنها تجلس في سكون ، ويبدو أن النوم قد غلبها ، سأحضر شبكتي واصطاد الغزالة ، وبالطبع لن يكون هناك أشهى من لحم الغزال المشوي ، ليكون وجبة العشاء المثالية لي ولأسرتي .
وما أن اقترب الصياد من الغزالة ، وابتعد عن الشبكة المحبوس بداخلها السلحفاة ، أسرع الفأر وقام بتقطيع الشبكة بأسنانه الحادة ، وخرجت السلحفاة في الماء ، ونجت من الصياد كما أسرعت الغزالة ، بالهرب مبتعدة عن الصياد .
فعاد الصياد إلى شبكته الأولى ولم يجد السلحفاة ، فعلم أنه فخ قد دبره الأصدقاء الثلاثة لينقذوا السلحفاة ، وفى اليوم التالي شكرت السلحفاة ، الأصدقاء الثلاثة على انقاذها ، وسعدت أيضا عندما علمت أنها يمكنها أن تكون صديقتهم الرابعة .
مغزى القصة : أن الصديق في الشدة ينقذ صديقه .