قصة الطيار
عندما سافر مع أبيه في أول رحلة له خارج البلاد، كان حسام يرتعش خوفا من ركوب الطائرة، فهدأه أبوه من روعه، وشجعه على الصعود للطائرة. داخل الطائرة نظر حسام حوله، فوجد بعض الصغار يجلسون بجوار أسرهم، وهم يربطون الأحزمة بلا خوف. اطمأن قلبه، ونظر إلى أبيه وهو يبتسم..!
وعند رجوعهما من الرحلة لم يتردد حسام في الصعود على سلم الطائرة وهو يقول: الآن لن أخشاها مرة أخرى فشكرا لك يا أبت..!
في المدرسة راح حسام يحكي لزملائه عن تفاصيل الرحلة و الطائرة.. أما والد حسام فاشترى له طائرة كبيرة ليلعب بها في النادي المجاور للمنزل. واشترى هو بعض الطائرات الصغيرة. كان حسام يوفر من مصروفه اليومي ليشتري كتبا علمية وقصصا عن الطيران، وكان دائم التردد على مكتبة المدرسة، حتى أن زملاءه اطلقوا عليه لقب( الطيار) لحبه للطيران وكثرة حديثه عن الطائرات وأنواعها التي يعرفها جيدا، حتى اساتذته كان حسام يفرح كثيرا عندما ينادونه بالطيار، لتفوقه في الدراسة ولأخلاقه الحسنة مع زملائه ومعلميه.
سأل حسام معلمه يوما: كيف أصبح طيارا..؟
قصص اطفال قصيرة
فقال المعلم: بالإصرار والعزيمة وحرصك على متابعة دروسك، وإلمامك بالمعارق العامة، وإجادتك للكمبيوتر والمحافظة على صحتك.
كان ترتيب حسام من الأوائل في المرحلتين الإبتدائية والإعدادية،أما في المرحلة الثانوية فدخل مرحلة جديدة، فأصبح قوي البنيان لحرصه على ممارسة الرياضة في النادي، وزاد تعلقه بالمواد العلمية واللغة الأجنبية، غير أنه كان يعشق التاريخ والجعرافيا على الرغم من التحاقه بالقسم العلمي،وعندما حصل على الثانوية العامة بتفوق قرر الالتحاق بالكلية الجوية ليؤدي واجبه نحو وطنه ، وليحقق أمنيته التي حرص على تحقيقها منذ صغره. زادته المرحلة الجديدة إيمانا وثقة بنفسه، فأصبح يؤدي الصلاة في أوقاتها كما تعود منذ صغره، ويحرص على طاعة قائده حتى استطاع أن يحلق بطائراته في الهواء في فترة قياسية، فكان ترتيبه الأول على دفعته.
وفي حفل التخرج كان والد حسام رافع رأسه مبتسما، أما الطيار حسام فتقدم ليستلم جائزته وشهادته من قائده، وقال الطيار حسام: الحمد لله، الآن أستطيع أن أٌقدم الولاء والتضحية في سبيل إعلاء راية بلادي.