قصة الظربان ذو الرائحة العطرة
الظربان هو حيوان أليف يشبه السنجاب ولونه مزيج من الأبيض والأسود ، ويتميز هذا الحيوان بالرائحة الكريهة التي تخرج من غدة توجد في المؤخرة ، وتدور أحداث القصة حول حيوان الظربان الذي يظن أنه حيواناً كريهاً لكن يكتشف أنه يمكن أن يكون حيواناً مفيداً للآخرين فيسترد ثقته بنفسه .
كانت السيدة دونلي سيدة عجوز ، تعيش بمفردها في المنزل وكانت السيدة دونلي تمتلك حديقة جميلة وكبيرة تحيط بالمنزل . كانت تقوم بزراعة أنواع مختلفة من الخضروات مثل الخس والخيار والطماطم والفاكهة مثل الفراولة فكانت تجنى الثمار ، وتستمتع بتناول أشهى الخضروات والفواكه كل يوم .
في أحد الايام خرجت السيدة دونلي لجني ثمار مزرعتها ولكن وجدت الكثير من الأرانب تلتهم ثمار المزرعة. حزنت السيدة دونلي وقررت إحاطة المزرعة بالأسلاك ، حتى لا تتمكن الأرانب مرة أخرى من التسلل وإفساد مزرعتها .عادت السيدة دونلي إلى منزلها ، وانتظرت عدة أيام حتى تستطيع أن تجمع ثمار أخرى نمت بدلاً من الثمار التي التهمتها الأرانب .
وبعد عدة أيام خرجت السيدة دونلى وهي تمسك بيدها السلة المخصصة لجني ثمار المزرعة ، وبينما تجني ثمار المزرعة سمعت صوت بكاء ، حاولت الإقتراب شيئاً فشيئاً من مصدر الصوت ، حتى وجدت ظربان صغير يبكي بحرقة .
تأثرت السيدة دونلى من بكاء الظربان ، واقتربت منه وسألته عن سبب بكاءه فأخبرها أنه حيوان أحمق كما يتهمه البعض ، فتساءلت عن سبب إدعاء الحيوانات له بالحيوان الأحمق . أخبرها أنه يخرج رائحة كريهة جعلت حيوانات المزرعة تنفر منه ولا يريد أحد اللعب معه أو حتى الإقتراب منه بل ودعوه بالحيوان الاحمق .
تعاطفت السيدة دونلي مع الظربان الصغير ، وأخبرته أنه عليه أن يشكر الله تعالى ، على تلك الميزة التي منحها له الله ، فسخر الظربان الصغير منها لأنه لا يرى مميزات فيه بل بالعكس فهو ذو رائحة كريهة .
فأخبرته السيدة دونلي أن رائحته الكريهة هي سبب بقاءه على قيد الحياة ، لأنها وسيلة دفاع طبيعية منحها الله له ، لكي لا يقترب منه أي حيوان مفترس ويلتهمه .
وكانت للمرة الأولى يشعر الظربان الصغير أنه مميزاً عن باقي الحيوانات وأنه في مأمن طوال حياته ولن يستطيع أن يقترب منه أي حيوان .
دعت السيدة دونلي الظربان الصغير ، ليشاركها في العيش معها لأنها تعيش بمفردها في المنزل وأخبرته أنه سيعمل معها لحماية المزرعة .
أخبرت السيدة دونلي الظربان الصغير ، أنه سيعمل معها حارساً للمزرعة ، فعندما يقترب أي حيوان ليأكل ثمار مزرعتها سيقوم الظربان الصغير بإخراج رائحة كريهة ، فتهرب الحيوانات بعيداً ولا تقترب من مزرعة السيدة دونلي مرة أخرى وصنعت له عقداً من الورد العطر ، وألبسته له ودعته الظربان ذو الرائحة العطرة .
فرح الظربان الصغير بتلك المهمة الجديدة ، وشعر بالفخر من نفسه وأدرك أنه يمكن أن تكون عيوبه هي مميزات في نفس الوقت وعادت الثقة في نفسه مرة أخرى وشعر بأهميته .
العبرة من هذه القصة:
أن نعلم الطفل الثقة بالنفس ، وأن لا نسخر من أي عيوب به سواء في شكله أو طريقة كلامه ، أو معيشته بل قد تكون تلك العيوب هي نقط نجاح في حياته بل وتميزه عن غيره .