قصة الفتاة الطيبة والجنية
ذات يوم كانت هناك سيدة تعيش مع ابنتيها في الغابة ،وكانت الفتاة الكبيرة تشبه والدتها إلى حد كبير في الشكل وأيضًا في الصفات ،وكانت أخلاق كل من الأم والبنت الكبرى سيئة لدرجة جعلت كل الناس تكرهانهما ،أما البنت الصغرى فقد كانت تشبه والدها جدًا وكانت من أجمل الفتيات في القرية كما أنها ورثت من والدها حلاوة الطبع بجانب حلاوة الشكل.كل الناس كانت تحب الفتاة الصغرى بسبب طيبتها ،إلا أنهم كانوا يكرهون الفتاة الكبرى ووالدتها ،أما الأم كانت تكره طباع ابنتها الصغرى الجميلة ذلك لأنها لا تحب فعل الخير وكانت تتمنى أن تكون شريرة مثلها وكانت تعاملها معاملة سيئة وتعامل البنت الكبرى بطريقة أفضل لأنها تعلم انها تشبهها في صفاتها الشريرة ،وكانت تكلف الفتاة الصغرى بكل أعمال المنزل.
وكان من بين الأعمال التي يجب أن تقوم بها الفتاة الصغرى كل يوم هي أن تذهب إلى النافورة التي تقع على مسافة ميل ونصف من المنزل لتحضر الماء مرتين كل يوم ،وذات يوم عندما ذهبت الفتاة لإحضار الماء أتت إليها سيدة فقيرة وتوسلت إليها أن تعطيها شربت ماء ،فقالت لها الفتاة الطيبة الجميلة حسنًا بكل سرور ،وأخذت إبريق الماء وملأته بالماء وأعطته للسيدة لتشرب ،وبعد أن شربت السيدة الفقيرة ،قالت لها : أنت فتاة جميلة ومهذبة ولذلك سوف أعطيكِ هدية ، وفي الواقع كانت هذه السيدة الفقيرة مجرد جنية أرادت أن تختبر أخلاق هذه الفتاة لتتأكد أنها جميلة من الداخل مثلما هي جميلة من الخارج ،وقالت لها : من الآن سوف يخرج من فمك زهرة أو جوهرة كلما فتحت فمك لتتكلمين.
عندما عادت تلك الفتاة إلى المنزل بدأت الأم السيئة توبخها لأنها تأخرت عند النافورة ،فقالت لها الفتاة : أرجو أن تسامحيني يا أمي لأنني تأخرت وأثناء حديثها خرج من فمها وردتين ولؤلؤتين كبيرتين .
فتعجبت الأم وقالت : ما الذي أراه ،هل يخرج اللؤلؤ والورد من فمك ؟ كيف يحدث ذلك يا طفلتي ؟
وكانت هذه أول مرة تقول فيها هذه الأم الشريرة كلمة طفلتي لهذه الابنة المسكينة.
فأخبرتها الفتاة بكل ما حدث عند النافورة ،ولأن الأم كانت طماعة ،فقالت في نفسها يجب أن أرسل ابنتي الكبرى إلى النافورة وأرى ما يمكن أن يخرج من فمها عندما تتحدث ،وأحضرت الابنة الكبرى وقالت لها : اذهبي إلى النافورة وإذا أتت سيدة فقيرة تطلب منك الماء فدعيها تشرب.
أخذت الفتاة أجمل إناء فضي موجود لديهم في المنزل ،وذهبت فرحة إلى النافورة ،وهي تنتظر السيدة الفقيرة حتى تعطيها الهدية ،ولكن جاءتها سيدة بملابس أميرة وطلبت منها أن تشرب ،فقالت لها : لقد أتيت هنا لأسقي السيدة الفقيرة وليس لخدمتك أنت.وكانت تلك السيدة هي نفسها الجنية التي ظهرت لأختها ،ولما رفضت الفتاة أن تعطيها الماء ،قالت لها : سوف أعطيك هدية الآن عندما تتكلمين سوف يخرج من فمك ضفادع.عادت الفتاة إلى والدتها ،فقابلتها الأم وهي سعيدة ،ولكن عندما تحدثت خرجت الضفادع من فمها ،فاعتقدت الأم أن الابنة الصغيرة قد كذبت عليها وأنها هي السبب في ما حدث لابنتها الكبرى الجميلة ،وبدأت تضرب الابنة الصغيرة بقسوة ،فهربت منها مسرعة.وجلست الفتاة في الغابة وهي حزينة ،فمر ابن الملك ورأى الفتاة تبكي ،فسألها لماذا تبكي ،فبدأت تحكي له قصتها ،فخرج من فمها اللؤلؤ والماس ،وقد وجد الأمير أنها فتاة جميلة ،فأخذها إلى قصر الملك وتزوجها وأصبحت أميرة البلاد وازداد حب الناس لها ،أما الابنة الكبرى فظلت مع والدتها في الغابة وظل جميع سكان الغابة يكرهونهما.