قصة الفتاة الفقيرة في المدرسة
حدث في هذا الزمان أن طالبة في الابتدائية تدعى مرام ،كانت تذهب للمدرسة بانتظام دون كلل أو ملل أو استسلام.كانت هذه الطالبة تذهب إلى المدرسة كل يوم ولا تتغيب حتى وإن كانت مريضة فهي تقاوم مرضها وتذهب لتجتهد في دروسها وواجباتها …لم تكن متفوقة كثيراً لكنها كانت تبذل جهدها لتصل إلى النتيجة المرجوة ،وتنجح وتفرح والدتها …
كانت هذه الطالبة الصغيرة مكافحة لأبعد الحدود ،وكانت تتجنب الوقوف مع زميلاتها في الفصل حتى لا تضطر للرد على أسئلتهم المزعجة عن وضعها وعائلتها .
كانت طالبات المدرسة يلبسن الزي المدرسي الموحد وكانت حالة أغلب الطالبات ممتازة ،لكن مرام كانت حالتها معدمة ،فهي كانت لا ترتدي الزي المدرسي مثل باقي زميلاتها .وفي وقت الفسحة المدرسية تحاول أن تختفي تماما ،وزميلاتها كن يحاولن معرفة المزيد عنها حتى يستهزئن بها إلا أنهم كانوا لا يجدون لها أثرا في وقت الفسحة المدرسية.
وفي يوم من الأيام لاحظتها عاملة التنظيف بالمدرسة ،تدخل إلى المدرسة والحقيبة غير ممتلئة وتخرج والحقيبة ممتلئة وتكرر هذا الموقف أمامها كثيرا .! مما شد انتباه العاملة فقررت مراقبة مرام كل يوم لعلها تفهم قصة سر الحقيبة ،وأخذت تراقبها لعدة أسابيع وتشاهد نفس المشهد يوميا ،الطالبة مرام تأتي بالحقيبة فارغة وعند العودة للبيت تكون الحقيبة ممتلئة.قررت العاملة إخبار ادارة المدرسة بما تشاهده يوميا علي الطالبة مرام ،اندهشت المديرة وقررت رؤية الطالبة في الصباح عند دخولها للمدرسة حتى ترى من بعيد حجم الحقيبة المدرسية وتقارنها بحجمها عند انتهاء وقت المدرسة …وطلبت المديرة من الادارة استدعاء الطالبة مرام بعد نهاية الدوام المدرسي حتي يفتحوا الحقيبة الممتلئة وينظروا ما بداخلها…
أتت الطالبة والحقيبة ممتلئة كالعادة فطلبت منها المديرة أن تفتح الحقيبة لترى ما بها ،ففتحت الطالبة الحقيبة وهي خجلة من نفسها جدا والدموع في عينيها …
فماذا في الحقيبة ؟فتات الخبز والسندويشات التي تتبقى من الطالبات ،كانت الطالبة مرام تجمع بقايا الطعام في خلسة حتى تطعم اخوتها الصغار و لتطعم أمها المريضة ،فعائلة مرام تتكون من أمها الفقيرة المريضة وأخواتها الصغار الجياع طوال الوقت.علمت الطالبات أن مرام موقوفة في الادارة المدرسية فقررن انتظارها حتى يضحكن عليها ،ولكن خرجت المديرة مع مرام وهي مبتسمة وسعيدة واصطحبت معها مرام إلى البيت في طريق عودتها …وفي اليوم التالي ،خرجت المديرة وجمعت طالبات المدرسة ،وأخدت تخبرهم بوضع بعض العائلات في البلاد وقالت علينا أن ننتبه لجيراننا وأقاربنا فهناك من يحتاجنا ونحن لا نعلم وهناك من لا يستطيع البوح بأسرار بيته ونقدر له هذا ،لكن نحن علينا الاجتهاد حتى نجد هؤلاء …