قصة القداحة العجيبة – قصص اطفال قبل النوم
“القداحة العجيبة” هي سلسلة قصص للاطفال ومن أحد إصدارات المكتبة الخضراء الفريدة والممتعة ، المليئة بالدروس والمواعظ النبيلة والسامية الموجهة للشباب والاطفال وهي من قصص قبل النوم، المستوحاة من التراث العالمي والمستوحاة من ثقافات شعوب الأرض بحضاراتهم الواسعة والمتنوعة.
عاش فلاح شاب في قريته الصغيرة وعمل في حقول رجل ثري مع والده في الزراعة والحصاد وتربية الماشية …
ولما بلغ من العمر اثنين وعشرين عاما اندلعت الحرب وانضمت إليها بلاده ، فتوجه إلى الخطوط الأمامية للدفاع عن حرية بلاده واستقلالها.
وبعد انتهاء الحرب بعد خمس سنوات ، عاد هذا الشاب إلى بلدته ليكتشف أن والده مات قبل سنوات وكانت والدته قد ماتت وهو طفل ، لذلك كان غير سعيد وقلق ، وتعهد بمغادرة القرية .
لكن ما علاقة أي من هذا بالقداحة العجيبة التي أصبحت مصدر سعادته وعودته إلى نفسه بعد أن فقد ماله وأصبح فقيرًا بلا مأوى؟
وكيف ساعدته في إنقاذ تلك الأميرة التي سجنها والدها الملك في قصر نحاسي ضخم بسبب تنبؤات الساحرة !!
ماذا حدث لهذه القداحة وكيف حصل عليها وهل ستتحقق نبوءة الساحرة؟ هذا ما سوف نتعلمه في صفحات هذه القصة.
قصة القداحة العجيبة – المكتبة الخضراء
كان أحد الشبان الفلاحين ، يعيش في قريته الصغيرة ، ويعمل مع أبيه ، في قول أحد الأغنياء : زرع ويحصد ، ويرعى الماشية.
وحين بلغ الثانية والعشرين من عمره ، قامت الحرب، واشتركت فيها بلاده ، فذهب إلى ميدان القتال، يدافع عن حرية وطنه استقلاله .
ولما انتهت الحرب، بعد خمس سنوات، عادة هذا الشاب إلى قريته، فوجد أباه قد مات منذ سنين، وكانت أمه قد ماتت وهو صغير، فامتلأتنفسه بالحزن والهم.
ومكث في القرية اسبوعا يبحث عن عمل يكسب منه قوته، فلم يجد. فعزم أن يترك القرية ويذهب إلى المدينة، راجيا أن يحصل فيها على عمليناسبه.
سار الجندي في الطريق الزراعي الطويل، قاصدا المدينة الكبيرة. وكان يسير سير الجنود ويغني أناشيدهم العسكرية ليسلي نفسه.
ومن وقت إلى آخر، كان يضرب الأرض بأقدامه، ويقول واحد اثنان!… واحد اثنان!
وبينا هو سائر، إذ صادف في الطريق امرأة عجوز جالسة بجوار شجرة كبيرة فحنّ قلبه عليها، وظنها ضعيفة فقيرة محتاجة إلى مساعدةفاقترب منها وحيّاها:
- – صباح الخير يا خالة … هل أستطيع أن أساعدك في شيء ؟ ! ، فردت عليه العجوز تحيته ، وابتسمت له ، وقالت : – « أشكرك يا ولدي … ما أكثر لطفك …. أتريد حقيقة أن ساعدني ؟ … ساعدني وأنا أعطيك مالا كثيرا … أغنيك… أعطيك كل ما تريد من الفضة ، والذهب ،والجواهر . أعطيك على قدر ما تستطيع أن تحمل…
أخذ الجندي ينظر إلى العجوز، ويتأهل شكلها وملابسها ، وهو يعجب من كلامها . ثم سألها :
ومن أين تعطيني من النقود ما أريد ؟ .. إنَّ من يراك الآن لا يخطر بباله أنك تملكين شيئا … ثم ما هى المساعدة التي أستطيع أن أقدمهاإليك؟!
فأشارت المحجوز إلى الشجرة الكبيرة ، التي تستند إليها ، وقالت: – ” إن هذه الشجرة مجوفة ، فإذا استطعت أن تتسلق جذعها