قصة الكلب الوفي والأطفال
في يوم من الأيام أهداني صديقي أحمد كلبا، جروا صغيرا، سمينا كأنه كرة وأبيض مثل الثلج و عمره سبعة أيام، أخذته إلى البيت ففرح أطفالي كثيرا، نظفوه وأطعموه و اختاروا له مكانا ينام فيه و يستريح.
وفي اليوم الأول و الأسبوع الأول كان ينبح كثيرا، في الأسبوع الثالث بدأ ينبح قليلا أو عندما يرى غريبا يدخل البيت، هو و أطفالي صاروا أصدقاء، يحبونه و يحبهم و يرحب بهم بحركات سريعة من ذيله القصير.
فعلموه يجري خلف كرة صغيرة و يقبض عليها بأسنانه الصغيرة، و بمرور الأيام كبر الجرو و أصبح كلبا صغيرا و المحبة بينه و بين أطفالي تزداد .
وفي يوم من الأيام ذهبنا إلى صديق لقضاء سهرة في بيته و تركنا الكلب في بيتنا، وعندما عدنا في ساعة متأخرة من الليل وجدنا أن اللصوص دخلوا البيت و أخذوا معهم ما أرادوا ولم نجد الكلب، حزنت و بكى أطفالي حزنا عليه، حاولت مواساتهم لكن حزنهم عليه كان يزداد يوما بعد يوم حتى أني خفت عليهم كثيرآ .
ثم مر أسبوع و مر بعده شهر وبعد الشهر مر شهر ثم مرت شهور و نسيت ونسي أطفالي كلبهم العزيز، وفي يوم من الأيام عدت إلى البيت في الليل، وعلى الضوء المعلق فوق الباب الخارجي رأيت خيالا لحيوان يقف بعيدا، لكنه اقترب مني عندما رآني .
كان كلبا هزيلا و متسخا، فتحت باب البيت ولم أهتم به و اقترب مني كثيرا، ثم مسح ذيله بساقي و دخل البيت، خرج أطفالي ورأوه ورآهم، اندفع إليهم وهو يطلق صوتا غريبا لم أفهمه، لكن أطفالي صاحوا في فرح :هذا كلبنا يا أبي.. هذا كلبنا يا أبي.عرف الطريق إلى البيت بعد شهور، كيف عرف الطريق و عاد..؟