قصة المثل أشأم من طويّس
قصة المثل أشأم من طويّس – توتي توتي
يروى في قديم الزمان ،في عهد نبينا محمد صل الله عليه وسلم عن رجلاً اسمه طويّس المغني وقد كان أهل المدينة يخافون من وجوده ويتشاءمون منه كان يسمي نفسه طاووس، ولكن تم تصغير الاسم وأصبح الناس ينادونه طويّس، وكانت كنيته أبو عبد لمنعم .
كان طويّس أول مغني غنى باللغة العربية في المدينة المنورة، حيث قيل عن أبي المسكين أنه قال (أول من غنى بالعربية بالمدينة هو طويّس، وكان طويلاً أحولاً يكنى أبا المنعم، مولى بني مخزوم، وكان لا يضرب بالعود، إنما كان ينقر بالدف، وكان ظريفاً عالماً بأمر المدينة وأنساب أهلها، وكان يتقى لسانه)في يوماً من ذات الأيام كان يتجول يوماً في المدينة فتجمع الناس حوله فقال لهم : يا أهل المدينة توقعوا خروج الدجّال ما دمت حياً بينكم ، فإذا مت فقد أمنتم، فإن أمي كانت تمشي بين نساء الأنصار بالنمائم، وأني ولدت في الليلة التي مات فيها النبي صلى الله عليه وسلم، وفطمت في اليوم الذي مات فيه أبو بكر، وبلغت الحلم في اليوم الذي قتل فيه عمر، وتزوّجت في اليوم الذي قتل فيه عثمان، وولد لي ولد في اليوم الذي قتل فيه علي رضي الله عنه .لذلك كان يردد أهل المدينة أنه لا يوجد أشأم من طويّس، ومن هناك جاء المثل وقد قال في نفسه الشعر حيث قال :
أنا أبو عَبْد النعيم ***أنا طاووسُ الجحيموأنا أشأم مَنْ دَبّ ***َ على ظهر الْحَطيم
وقد قال صالح بن حسان الأنصاري أنبأني عن شؤم طويّس : (اجتمع يوماً جماعة بالمدينة يتذاكرون أمر المدينة إلى أن ذكروا طويّس، فقالوا: كان وكان، فقال رجل منا : أما لو شاهدتموه لرأيتم ما تسرون به علماً وظرفاً وحسن غناء وجودة نقرٍ الدف، ويضحك كل ثكلى حرى، فقال بعض القوم : والله إنه على ذلك كان مشؤوماً .
وقد كان طويّس مولعا بالشعر العربي وخاصة شعر الأوس والخزرج في حروبهم، وكان دائما ما يتغنى به .وعلى الرغم من حب الناس له ولطرافته وبراعته في الغناء وخفة ظله وقدرته على إضحاك الآخرين، إلا أنه كانوا يتشاءمون منه ويضربون بشئمه الأمثال حيث قيل فيه المثل ” أشأم من طويّس” ، حيث أنه كثيرا ما كان يقول : “أنا عبد النعيم أنا طاووس الجحيم، أشأم من مشى إلى الحطيم ”
error: النسخ ليس ممكناً