قصة المزارع و الحمار
قصة المزارع و الحمار – توتي توتي
كان يا ما كان في قديم الزمان، كان هناك رجل يدعى منصور وكان يملك مزرعة فيها فاكهة وخضروات وتساعده زوجته في الأعمال الخفيفة، وهو معروف في السوق بجودة إنتاج مزرعته ورخص أسعاره، لكن العمل في المزرعة أتعبه كثيرا، لأن الله لم يرزقه بولد يساعده، ولم يفكر في تأجير عامل لأنه يكلفه مالا لا يقدر على توفيره، كان ينهض من نومه عند الفجر فيصلي ثم يسقي الزرع وينقيه ويبعد عنه الحشرات الضارة ويجمع ما نضج من خضروات ويضمها في سلة سعف كبيرة، وبعد استراحة يتناول إفطاره مع زوجته ثم يحمل سلة الخضروات لبيعها في سوق الجملة، وفي يوم من الأيام سقط مريضا لأن العمل أتعبه. بعد شفائه فكر كثيرا ثم جمع ما وفر من نقود وذهب إلى السوق واشترى حمارا، فرح بالحمار وفرحت زوجته ، كان الحمار ينام في حظيرته ويأكل البرسيم والشعير و يحبه منصور كثيرا لأنه يساعده في أعمال المزرعة وينقل الأحمال الثقيلة من مكان إلى مكان وأحيانا يركب عليه عندما يذهب لزيارة أحد جيرانه إذا كانت الطريق طويلة، ومنصور كان منظما في عمله و الحمار كان مطيعا وصبورا، ففي كل صباح يأتي منصور إلى الحظيرة فيجد الحمار واقفا مستعدا للعمل، كل يوم يبدأ عمل الحمار من الصباح و ينتهي عندما يسمع منصور آذان العصر ما عدا يوم الجمعة، لأن يوم الجمعة عطلة أسبوعية للجميع،منصور يخلع ملابس العمل و يرتدي ملابس أخرى نظيفة و يذهب للمدينة فيزور من يعرف من الأصدقاء ويصلي في الجامع صلاة الجمعة ثم يعود إلى مزرعته، زوجته أيضا تذهب لزيارة صديقاتها في المزارع المجاورة، والحمار أيضا لا يعمل في يوم الجمعة، يبقى مستريحا وسعيدا بعطلته، هذه هي حياة منصور في مزرعته مع حماره، لكن في يوم من الأيام وكان يوم جمعة احتاج منصور للحمار لينقل أكياسا من السماد، وعندما ذهب إلى الحظيرة وجد الحمار متمددا على الأرض، خاطبه منصور بصوت يعرفه لينهض لكن الحمار نظر إليه ولم يتحرك من مكانه ولم ينهض، غضب منصور وضرب الحمار بالعصا لكن الحمار بقي في مكانه تركه منصور وقلبه يغلي من الغضب، وفي صباح اليوم التالي وهو يوم السبت ذهب منصور إلى الحظيرة فوجد الحمار واقفا مستعدا للعمل، تعجب منصور و سأل زوجته.. هل يعرف الحمار أيام الأسبوع..؟
الحمار لا يعرف أيام الأسبوع، لكن كيف عرف أن اليوم هو يوم عطلته..؟
error: النسخ ليس ممكناً