قصص اطفال

قصة النبي يعقوب

تربّى النبي يعقوب في بيت النبوة، فقد وُلد عندما كان عمر أبيه النبي إسحاق  كما يقال ستون عاماً، وكان عمر جده سيدنا إبراهيم عليه السلام مئة وستين عاماً، أما أم يعقوب فهي رفقة بنت بتوئيل .وكان له أخ توأم اسمه عيسو ،أما النبي يعقوب فكان اسمه عيس ،وسمي يعقوب لأنه وُلد ممسكًا بعقب أخيه عيسو، وقد كان عيسو الابن المفضل لإسحاق لأنه الأكبر، أما يعقوب فقد كان المفضل عند أمه .وبعد مرور سنوات عندما كبر إسحاق عليه السلام في السن، أصبح ضعيف البصر .ويُروى أنه ذات مرة طلب من ابنه عيسو طعاماً، فطلبت والدته من يعقوب أن يُحضر الطعام لوالده حتى يدعوَ له، فأحضر يعقوب جَدْيَيْن من أفضل الغنم، وجهّزهما لوالده كي يأكل، وألبسته أمه ثياب أخيه عيسو، فأعطى يعقوب الطعام لوالده، فدعا له أن يعطيه الله الأولاد والرزق الكثير.
غضب عيسو توأم يعقوب غضبًا شديدًا عندما علم أن يعقوب أعطى الطعام لأبيه بدلًا منه حتى يدعوَ له، وتوعده بالقتل.ومرت الأيام وزادت غيرة وكره عيسو لأخيه يعقوب فطلبت منه والدته أن يذهب للعيش عند أخيها لابان الذي كان يسكن في أرض حران، وذلك تجنبًا للفتنة بين الأخوين .وبعد أيام خرج يعقوب من بيت أبيه متجهًا إلى بيت خاله في أرض حران، وفي المساء أراد يعقوب النوم، فوضع حجرا تحت رأسه ونام .ورأى في نومه رؤيا غريبة، إذ رأى معراجًا منصوبًا ما بين الأرض والسماء، وكان الملائكة يصعدون في هذا المعراج وينزلون، والله تعالى يتحدث إليه ويقول له سأبارك لك ذريتك، وأجعل الأرض لأولادك من بعدك، فاستيقظ النبي يعقوب عليه السلام من نومه مسرورًا .نذر يعقوب نذرًا، بأنه لو عاد سالمًا لأهله سيبني معبدًا في هذا المكان، وأن يجعل عُشر ما يأتيه من رزق لله تعالى .
ووضع علامة على الحجر كي يعرفه، ثم سار حتى وصل إلى خاله في أرض حران، وكان لخال النبي يعقوب عليه السلام ابنتان هما: ليا الكبرى وراحيل الصغرى، فطلب يعقوب من خاله أن يزوّجه راحيل لرغبته بها .فوافق خاله بشرط أن يعمل يعقوب لديه في الرعي سبع سنوات، وبعد انقضاء السنوات السبع أعدّ خاله وليمة الزفاف، وعندها وجد يعقوب نفسه مع ليا أختها وليس مع راحيل .
فعرف أن خاله قدر غدر به، فقال له خاله بأنه لا يُزوج الابنة الصغرى قبل الكبرى، وأخبره بأنه سيُزوجه راحيل إذا عمل لديه سبع سنواتٍ أخرى، ووافق النبي يعقوب عليه السلام على هذا العرض .وقد أنجبت ليا ليعقوب : روبيل وشمعون ولاوي ويهوذا .أمّا راحيل فلم تُنجب، فوهبت ليعقوب جاريتها زلفى، فأنجبت له دان ونيفتالي .فغارت منها ليا ووهبت له جاريتها وأنجبت له جاد وأشير .ثم حملت ليا من جديد وأنجبت له أيساخر وزابلون، وأنجبت بنتًا وهي دينا .وظلّت راحيل تدعو الله أن يرزقها الأبناء، فأنجبت غلامًا جميلًا جدًا وهو النبي يوسف عليه السلام.
عاش النبي يعقوب مع أبنائه في أرض حرّان عشرين عامًا، ثم طلب من خاله أن يعود إلى ديار أهله فوافق خاله، وقال له : إني قد زاد مالي بسببك فأطلب ما شئت”، فقال له يعقوب: “أعطني كل حمل يولد لك هذه السنة أبقع، وكل حمل ملمع أبيض بسواد، وكل أملح ببياض وكل أجلح أبيض أمعن .فعاد النبي يعقوب إلى أهله بالكثير من العبيد والدواب والأغنام، وعندما اقترب النبي يعقوب عليه السلام من أرض أخيه دعا الله تعالى أن يكفيه شره، وأرسل له بهدية عظيمة قبل أن يصله.
ولكن قبل وصول يعقوب إليه نام، فظهر له ملك فظن يعقوب بأنه رجل، فذهب إليه ليصارعه، فأصابه في فأعرجه في رجله، فقال له الملك : أنت من اليوم تدعى إسرائيل، فعرف النبي يعقوب أنه هذا الرجل ملك.اشترى النبي يعقوب مزرعة في مكان الصخرة التي نام عليها، وبنى فيها معبدًا سماه أيل، وهو مكان بيت المقدس، ثمّ حملت زوجته راحيل مجددًا وأنجبت بنيامين، وماتت أثناء الولادة .
بعد ذلك عاش النبي يعقوب مع والدِه إسحاق عليهما السلام حتّى مات النبي إسحاق، فقام عيسو وأخاه النبي يعقوب بدفنه إلى جوار أبيه الخليل إبراهيم عليهم السلام .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button