قصة النعجتان
كان يا ما كان في قديم الزمان ،كان هناك نعجتان تعيشان في حظيرة صغيرة التي كان يمتلكها بعض الفلاحين. كانت إحدى النعجتين سمينة وكثيرة اللحم ،وصوفها نظيف وجميل ،وكانت بحالة صحية ممتازة ،أمّا النعجة الأخرى فقد كانت على عكس الأولى هزيلة وكثيرة المرض ،وصوفها لا يكاد يغطي جسدها الذابل ،ضعيفة جدا كلها عظام …
وكلّما كانت النعجتان تذهبان للرعي في الحقل المجاور للحظيرة ،تبدأ النعجة السمينة بمعايرة النعجة الهزيلة قائلة : أنظري إلي أيتها النعجة النحيلة المريضة ،أصحاب المنزل يحبونني ويتباهون بجمالي وصحّتي أمام القاصي والدّاني ،ولقد سمعتهم أكثر من مرّة يقولون إن ثمني يساوي أضعاف ثمنك….
إقرأ مزيد من قصص اطفال قصيرة
وفي كلّ مرّة تخرج النعجتان للحقل ،تعيد النعجة السمينة القول نفسه على النعجة الهزيلة. فتحزن النعجة الهزيلة المسكينة وتشعر بالقهر والإذلال والضعف ،وتحاول أن تأكل أكثر علّها تصبح كصاحبتها السمينة …وبقي الحال على ما هو عليه ،إلى أن جاء أحد الجزّارين بسكّينه إلى صاحب الحظيرة ،يريد شراء إحدى النعجتين ،فأخذ يقلب النعجتين ويتفحص لحمهما وصوفهما ،وبالطبع اختار النعجة السمينة ،ولم يساوم الجزّار مالك النعجة على سعرها كثيراً ،فقد كان عليها من اللحم والصوف ما يجعل الصفقة مربحة وبأيّ سعر ،ودفع مبلغاً كبيراً من النقود ثمناً للنعجة السمينة …
كانت النعجة السمينة تتابع ما يجري بين مالكها والجزار ،ولمّا رأت أنه قد دفع الثمن وجاء ليأخذها ،ركضت مسرعة إلى صديقتها النعجة الهزيلة وهي تبكي لشدة الخوف !
ولما لقيت صديقتها قالت بصوت مرتجف : “أخبريني يا أختاه ،هل تعرفين الرجل صاحب السكين الذي تفحصنا قبل قليل ودفع المال لمالكنا ؟” فابتسمت النعجة الهزيلة ،وبدا على ملامحها الانتصار ،وقالت للنعجة السمينة بكل ثقة ،وبصوت ضاحك : “دعيني وشأني أيتها النعجة السمينة الجميلة ،واتركيني أندب حظي العاثر ،فأنا كما كنت تقولين عني دائما : نعجة هزيلة مريضة ومدعاة للشفقة ،ولتهتمي الآن لشأنك وتكلّمي الجزّار الذي دفع ثمناً غالياً مقابل الحصول عليك”