قصص اطفال

قصة النمر شهمان

كان الخرتيت لحظان يسكن في بيته الجميل ، وكان له جاران هما النمر شهمان والنمر هملان ،كان النمران تربطهما صداقة حميمة فهما يخرجان معًا في الصباح للعمل والصيد ثم يعودان ، وكان النمر شهمان متعاونًا مع الحيوانات ، يسأل عنهم ويزورهم ، ويدافع عنهم ويساعد ضعيفهم ، وينصر المظلوم بقدر طاقته … أما النمر هملان فكان يعيش لنفسه ، لا يهتم بمشاكل غيره ، ودائما يعتذر إذا طلبت منه مساعدة ، يعود دوما من رحلة الصيد فيتناول طعامه وينام بعض الوقت ثم ينطلق للعب والنزهة .
قال النمر شهمان لجاره النمر هملان يوما : أراك لا تساعد أحدًا من الحيوانات ؟
هملان:دعني وشأني يا جاري العزيز ، فأنا أستغل كل وقتي كي أستمتع بحياتي ، لماذا أرهق نفسي بمشاكل الآخرين ؟
كان الخرتيت لحظان يرى جاره النمر شهمان دائمًا مشغولاً، يخرج ويرجع ، ويكرر ذلك يوميًا مرات متعددة ، أما النمر هملان فكان قليل الخروج من بيته ، ونادرًا ما يأتيه أحد من الحيوانات ليزوره أو يطلب منه شيئًا … وفي أحد الأيام شديدة الحر خرج النمران للصيد والشرب ، ولكن لم يجدا صيدا والماء قليل ، فظلا يبحثان في الوديان حتى أتى وقت الظهيرة بشمسه الحارقة ، فأصيب النمران بضربة شمس بسبب حرارة الشمس الملتهبة ، ورجع الإثنان بصعوبة شديدة إلى بيتهما ، واستلقى كل منهما في بيته على الأرض ، وهو يعاني من حمى شديدة وغياب عن الوعي .
لم تتعود الحيوانات على غياب النمر شهمان ، فجاءوا يسألون عنه ، فوجدوه
ملقى على الأرض ، ويعاني من الألم الشديد،فحملوا النمر شهمان إلى الطبيب ، الذي شكرهم على سرعة إسعافهم لجارهم النمر شهمان فقد كان بحاجة إلى عناية طبية سريعة ، فقال القرد : أيها الطبيب نحن نوفي شيئًا قليلا من معروف النمر شهمان .
وقالت الزرافة : إن هذا النمر الطيب لا يتأخر عن مساعدة أحد من الحيوانات ، فكيف نتأخر عن مساعدته في مرضه ؟
وهنا بدأ النمر شهمان يفيق من غيبوبته قليلاً، فأخذ يقول بصوت غير واضح : النمر هملان مريض .
قال الطبيب : من هو النمر هملان ؟
قالت الغزالة : لعله يهذي فأخطأ في إسمه ، فقال هملان بدلاً من شهمان .
قال الكلب وهو يبكي : إن المرض قد إشتد على صديقنا النمر شهمان ، فهو يهذي بكلام غير مفهوم .
وأخذ النمر شهمان يردد : النمر هملان مريض .
ولكن الحيوانات لم تعر كلامه إهتمامًا ، فقد ظنوه يهذي من أثر الحمى .
ذهب الخرتيت لحظان يزور جاره النمر شهمان ، فوجد الحيوانات جميعًا عنده ، والنمر شهمان يردد من وقت إلى آخر : النمر هملان مريض .
هنالك إنتبه الخرتيت لحظان وقال : دعونا نطمئن على النمر هملان .
قالت الغزالة : ومن النمر هملان ؟
إنه جارنا وصديق النمر شهمان .
ذهب الحيوانات مع الخرتيت إلى بيت النمر هملان ، فوجدوه في مرض شديد ، فحملوه إلى الطبيب ، وعلى الفور بدأ الطبيب في علاج هملان وقال : لماذا لم تنتبهوا إلى مرض هذا لنمر كما إنتبهتم إلى مرض النمر شهمان ؟
قال الخرتيت لحظان : أنا جارهما ، وأرى النمر شهمان لا يدخر جهدًا في مساعدة الحيوانات ، فلما غاب إفتقدوه ، وكنت أرى النمر هملان يعيش لنفسه ، ولذا لم يفتقده أحد حين غاب .
ساعد العلاج السريع  في شقاء النمر شهمان شقاء تامًّا ، وعاد إلى كامل قوته … أما النمر هملان فقد تسبب تأخر العلاج في ترك آثار المرض والضعف على عقله وحركته ، وصار يتحرك بصعوبة ، ويحتاج من يساعه في الطعام والتنقل …فنظر الخرتيت لحظان إلى النمر شهمان وهو يسير مع النمر هملان ويساعده في الحركة وقال : سبحان الله ، إن النمر شهمان كان يعطي من قوته ، فبقيت له كلها ، والنمر هملان كان يبخل بقوته فضاع أكثرها .
***
المؤلف/عبدالله محمد عبد المعطي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button