قصة الوريث الوحيد
يروى عن أسرة مكونة من أب وأم وطفلهما الرضيع ،حيث عاشا في سعادة وهناء إلى أن جاء اليوم الذي مرض فيه الزوج فجأة وتوفي ،فترك زوجته الشابة وطفلهما الرضيع لصراع هذه الحياة وحدهما .وبعد عدة أيام من العزاء حضر العم في أحد الأيام وأبدى استعداده لتبني وتربية ابن أخيه والقيام على ممتلكاته التي تركها له والده .
ولصغر سن الزوجة وثقتها في أخ زوجها وعم طفلها الوحيد قامت والدة الطفل بإمضاء توكيل لعمه بالتصرف في الممتلكات وكأنه المالك لها .بعد سنة من رعايته لابن أخيه قام العم ببيع ما يملكه الطفل وأخذ المال وسافر الى أمريكا.تحصل على عمل جيد وتزوج من أمريكية وأصبحت له أسرة وأبناء، ثم ساعدته زوجته في كيفية استثمار المال الذي معه وذلك في مجال بيع السيارات وأصبحت له ثروة بالملايين في وقت قصيربينما كانت أرملة أخيه وطفلها يعيشان الفقر والقلة .ولكن أكرمها الله بأهل الخير على تعليم ابنها اليتيم، فمنهم من تكفل بدراسته ومنهم من كان يقضي حوائجهما ومنهم من كان يتصدق عليهما وهكذا إلى أن مر الزمن وكبر الطفل وأصبح فتى يساعد أمه ويساندها في هذه الحياة .
بعد مرور الأعوام الطويلة قرر العم أخيراً العودة إلى بلده بأمواله التي استثمرها في أمريكا .فاشترى أرض كبيرة وأقام عليها فيلا فخمة في منطقة راقية ،وفتح مشروع شركة عالمية لبيع السيارات وذاع صيتها في كامل البلاد .سمع ابن أخيه الذي أصبح شاباً ،من الجيران أن عمه الذي سرق ماله قد عاد من السفر ليستقر هنا ،ذهب إليه وطلب من عمه بعضاً من مال أبيه الذي ورثه منه وكانت والدته قد وكلت بهِ عمه .
فقال العم ليس لك عندي شيء وقام بطرده قائلاً له: إياك أن تأتي لهذا البيت مرة أخرى فأنا ليس لدي ابناء إخوة .
عاد الشاب لأمه مكسور النفس والخاطر فليس في يده حيلة وقد كان كل شيء قانونياً ،لأن والدته وقعت التوكيل وهذا يسقط حقهما بالمطالبة بالمال .
قام العم بتزويد الفيلا بأحدث التقنيات وجهزها بأفخم أنواع الأثاث ،ثم أرسل لعائلته في أمريكا بالقدوم لبلده ويوم وصول عائلته قرر أن يذهب بنفسه لاستقبالهم في المطار .
ذهب العم بسيارته الحديثة لإحضار زوجته وأولاده من المطار فرحاً بما ينتظرهم من حياة رغدة.أثناء العودة من المطار إلى البيت وقع المحظور، تعرضت العائلة لحادث أليم بعد مرور أحد الشباب فجأة أمام السيارة وتوفي إثرها الزوجة والأولاد.
أما العم فدخل للعناية المشددة لمدة شهر كامل وكان في غيبوبة تامة ،وبعد مرور ثلاثين يوم توفي العم أيضا تاركاً وراءه كل الأموال التي جمعها بحق وبغير حق .
و المفاجأة أن ذلك الشاب اليتيم هو الوريث الوحيد لعمه شرعاً ،لم يكن يعلم أن الله سخر له عمه ليستثمر له ماله مدة تلك الأعوام فيعود المال مع أرباحه لصاحبه الحقيقي.ولعلها دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب
لا تظلمنَّ إِذا ما كنتَ مقتدراً … فالظلمُ مرتعُه يفضي إِلى الندمِتنامُ عينكَ والمظلومُ منتبهٌ …. يدعو عليكَ وعينُ اللّهِ لم تنم.