قصة امرأة نادمة

تقول إحدى النساء وهي نادمة ،أمضيت شهرين أستعد لزفاف أحد أقاربي ،ليالي قضيتها بالتفكير بالموديل ثم اتخاذ القرار ثم البحث .ثم بحث عن من يتقن خياطة الفستان وجدال على الموعد والسعر يصاحبه ارتفاع في الضغط وتوتر ،ثم الاتفاق على موعد القياس .وبعد شهر ونصف من المعاناة تخللها اهمال لأذكاري وبيتي وأطفالي وسرحان في صلاتي ومشاكل لا تنتهي مع زوجي الذي أرهقته المشاوير والمصاريف .كنت عندما يسألني أحد أطفالي عن شيء أقول له ليس الآن أنا مشغولة جداً أهملت حتى الوجبات التي أعدها لهم أصبحت أكثر شيء أجيده هو السندويتشات .كنت لا أهتم لطلبات زوجي كل تفكيري يصب في كيف سأبدو في ذلك الزفاف ،حيث أني كنت أريد أن أكون أجملهن ،وأتباهى بنفسي أمامهن .
بعد كل هذه المعاناة ،يأتي موعد الاستلام لأتفاجأ بأن الفستان غير صالح للارتداء اطلاقاً ! ولا حتى للتعديل .ولكن هل أبديت اهتمام للمصاريف المترتبة على ذلك ! بالتأكيد لا .ثم أبدأ ماراثون جديد أسابق فيه الأيام قبل حلول الليلة الموعودة لأبحث عن بديل جاهز .وما أصعب هذه المهمة ،إن وجدت المناسب لوناً لم أجده مناسباً مقاساً ،وإن وجدت المقاس لم يناسبني السعر ،أيام صعبة لا أخفي أنه كان يتخللها البكاء .
والموعد يقترب وموقعي من زوجي وأطفالي يبتعد ،أخدمهم دون نفس ،وأُصلي دون تركيز .إلى أن وجدتني مضطرة إلى أخذ أي فستان لمجرد أن أحضر به الزفاف دون أن يناسب ذوقي الرفيع .
لم أنم تلك الليلة التي تسبق الليلة الموعودة فبالي مشغول بِها .وجاءت الليلة الموعودة أخيراً ،في الصباح كنت مشغولة ببعض الترتيبات ،وفي الظهيرة أنتظر دوري في صالونات التجميل لعمل مكياج وتسريحةً تليق بي ،وكأنني انا التي سأزف عروساً ،وزوجي يكاد ينفجر غيظاً .وذهبت للعرس الذي لا ناقة لي به ولا جمل إلا بشيء يسير من القرابة ،وحتى ولو كان لي الجمل كله ،لا يستحق هذا الجهد !
ودخلت القاعة وأنا مرهقة نفسيا وبدنياً وماديا ،وإذا بي لم أجد من يلقي لحضوري ولا لبسي بالاً.
أنا واحدة من ضمن الحضور ،جلست على الطاولة أبحث عن نظرات الاعجاب !! لا شيء .
لا هذا غريب ! غريب الجميع مثل لباسي أو أفضل أو أقل لا جديد .أذهب لأسلم على أهل العريس، ولكن لم يلقوا نظرهم على لبسي ولا شعري وأظن حتى وجهينعم حتى وجهي !!فبعد انتهاء العرس ومضي بعض الوقت قابلت أخت العريس تصفعني بهذا السؤال ،لماذا لم نراكِ بالعرس ؟ ألم تصلكِ دعوة ؟لحظتها فقط ،عدت لنفسي أسترجع لهاثي مدة شهرين ،ماذا جنيت من هذا ؟بذلت من الجهد النفسي ما لله به عليم ،ومن المال ما لو صرفته على بيتي الذي يحتاج لكثير من النواقص لكان انفع لي .ماذا جنيت من العباد ،لو تصدقت ببعض ما صرفت لكان خيرا لي عند رب العباد .لعل ما واجهت من تعب قابله عدم مبالاة من الناس لعله عقوبة ،لأني قدمت رضا الناس على رضا الله ثم رضا زوجيوصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم عندما قال:( تعس عبد الخميصة ) أشعر أني جعلت من نفسي عبدة للباس فتعست وانتكست إلا أن يغفر لي الله عز وجل .
لهاثنا وراء الزينة وبهذا الشكل المؤثر يحتاج منا لوقفة

Exit mobile version