قصص اطفال

قصة بائع التفاح البخيل

في يوماً من ذات الأيام حضر رجل عجوز من المدينة قادماً من الجبال النائية ، وقد قطع مسافة طويلة دون توقف، فشعر بعطش شديد وبينما وهو يسير، وجد رجل معه عربة ممتلئة بالتفاح الشهي ، فأقترب إليه الرجل العجوز وطلب من بائع التفاح ، أن يعطيه تفاحة واحدة .
فسأل البائع العجوز إذا كان معه نقود لشراء تلك التفاحة ،ولكن العجوز لم يكن يملك المال .
رفض صاحب التفاح أن يعطي العجوز تفاح بدون مقابل، وأحس العجوز المسكين بعطش شديد ، ولم يستطع أن يخطو خطوة واحدة وسقط منهكاً على الأرض .فمر به رجل فأقترب منه ليطمئن عليه، وعلم أنه شعر بالعطش الشديد وأخبره عن رفض بائع التفاح أن يعطيه تفاحة واحدة يسد بها رمقه، وقال له أنه لا يملك النقود الكافية أيضاً لشراء التفاح .
نهض العجوز بصحبة الرجل وقال له أنه سيحاول مساعدته وقال له أنه لا يحمل المال أيضا وإلا لكان ساعده في شراء التفاح.واقترب الرجل والعجوز نحو بائع التفاح ليحاولا أخذ ثمرة تفاح واحدة منه ، وعندما اقترب من بائع التفاح ظل العجوز يتوسل له أن يعطيه ثمرة تفاح واحدة ، حتى وأن كانت أسوأ ثمرة تفاح فغضب بائع التفاح وأخبره أن كل ثمار التفاح ممتازة وجيدة ، ولن يعطي العجوز تفاحة واحدة بدون مقابل، فمضى الرجل العجوز حزيناً .لم يستطع رجل المدينة أن يترك الرجل العجوز هكذا، وفكر رجل المدينة في طريقة يساعد بها الرجل العجوز فتشاجر مع بائع التفاح، لغلاظة قلبه حتى ألتف جمع كثير من أهل المدينة حول بائع التفاح ، وطلب رجل المدينة من الجمع الملتف أن يساعدوا الرجل العجوز ، وأبدى الناس استعدادهم لمساعدة الرجل المسكين .
أخبر رجل المدينة الجمع الملتف من أهل المدينة ، أنه يريد شراء تفاحة للرجل العجوز، ولكن نقوده لا تكفي وأخبرهم أنه يريد فقط ثمن تفاحة واحدة ، فنزع رجل المدينة قبعته وسار بين الناس، وجمع الكثير من النقود من أجل الرجل العجوز ، فشكر رجل المدينة كل من شارك في مساعدة الرجل العجوز الغريب عن المدينة .حمل رجل المدينة النقود وتوجه إلى بائع التفاح ، وأعطاها لرجل التفاح وأمسك بثمار التفاح وأحضرها للرجل العجوز ، وأمسك الرجل المسكين بالتفاح وظل يبكي وشكر الناس جميعًا، وتناول التفاحة وهو سعيد للغاية .
شعر الرجل العجوز بالنشاط ، ونهض ثم أخرج الرجل العجوز إزميلاً من حقيبته، وبدأ يحفر حفرة ثم وضع الرجل العجوز بذور التفاح، بداخل الحفرة ثم أهال عليها التراب، وبعد ذلك حدث شيء غريب ، أدهش الموجودين جميعاً .
حيث نمت تلك البذور في الحال إلى شجرة مليئة بالثمر ، وأخبر الرجل العجوز الجمع الملتف حوله أن تلك الشجرة ، ستظل تعبيراً عن امتنانه لهم ولمساعدتهم في الحصول على ثمار التفاح، طلب العجوز من الجمع أن يأخذوا منها ما يشاؤون، فأسرع الجميع بفرح نحو الشجرة لتناول ثمارها ،وغادر كل رجل يحمل بيده سلة كبيرة من الثمار، التي جمعها من الشجرة .
وملء الرجل العجوز سلة كبيرة من ثمار الشجرة ، وقدمها إلى رجل المدينة لمساعدته له، وأخبره أنه لن ينسى معروفه على الإطلاق ، وفرح رجل المدينة وسأل العجوز كيف استطاع فعل ذلكفقال العجوز : إنه سر من أسرار حياته وأخبره أن الطيبة ومساعدة الأخرين دائما تعود بالخير الوفير على صاحبها .فشكر رجل المدينة العجوز الطيب وقال أنه رجل عجيب ورحل فرحاً .
أقترب بائع التفاح من الشجرة، بعد أن انصرف أهل المدينة ونظر إلى الشجرة ، فلم يجد أي من ثمارها قد تبقي له ،بل ظل العجوز ينقر في ساق الشجرة، حتى سقطت فحمل ساقها على كتفيه ، ورحل إلى الجبال ولم يترك لها أثراً .
ظل أهل المدينة يتناولون ثمار التفاح التي جمعوها ذلك اليوم، وخسر بائع التفاح تجارته فلم يعد أحد يشتري منه منذ أن رفض مساعدة من احتاج إليه، وفسدت ثمار التفاح التي كانت لديه، وندم لعدم مساعدة الرجل العجوز .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button