قصة بائع الحليب الصغير

كان ياما كان، كان هناك ولد صغير فقير يدعى سامر توفي والده قبل سنوات، وكان سامر يعيش مع جده العجوز وكلبه باني .وكانت هناك فتاة تدعى هالة وهي فتاة جميلة ومرحة تحب اللعب مع سامر إلا أن والدها الذي هو عم سامر كان يمنعها دائماً من اللعب معه لأنها تنتمي إلى عائلة غنية بسبب مركز والدها وثروة عائلة أمها ..بينما كان سامر فقيراً بسيطاً وكان هذا سبب رفض والدها أن يلعب الفقراء مع الأغنياء فأخوه الذي هو والد سامر مات فقيراً .
وكان سامر يمتلك موهبة رائعة فكان يرسم أحلى اللوحات وقد اتخذ أحد الرسامين الكبار ليكون مثله الأعلى، فكان دائماً يذهب إلى متحف الرسم ويجلس لساعات طويلة يتأمل اللوحات بانبهار وإعجاب .
كان سامر يساعد جده في بيع الحليب لأهل قريته للحصول على بعض المال، وفي يوم من الأيام سمع سامر عن مسابقة رسم كبيرة ومن سيفوز بهذه المسابقة سوف يحصل على منحة مجانية للدراسة في معهد الرسم .شعر سامر بالحماس الشديد وقرر التقدم للمشاركة في هذه المسابقة، وكان ينوي أن يرسم جده وكلبه باني إلا أن جده مرض كثيراً ثم توفي قبل المسابقة فحزن عليه حزناً شديداً وكان كلما حاول تذكر وجه جده يفشل في رسم لوحته بسبب الحزن فخيم الألم على قلبه وعاش في كآبة خاصة وأن عمه والد هالة لم يعر له اهتماماً أبداً ومنذ اللحظة التي دفن فيها الجد لم يعد ليراه أو يطمئن عليه .
وبعد عدة أيام حان وقت المسابقة لكن سامر رسم لوحة لم يكن راض عنها وأصابه الحزن مرة ثانية خاصة بعد أن خسر المسابقة .عندما مات جد سامر لم يترك له شيء حتى الكوخ الذي كانا يسكناه ليس ملك لهم .
بعد أيام من الجوع والفقر والمرض خرج سامر بصحبة كلبه باني ليرفه عن نفسه قليلاً، وفي طريقه وجد كيساً ملئ بالقطع الذهبية في طريق بيت هالة فعلم أنها تعود لوالد هالة، فأسرع على الفور إلى منزل عمه ولكنه لم يجده فقد خرج قبله للبحث عن الكيس بعد أن شعر بفقدانه.
فأعطي سامر الكيس إلى والدة هالة التي فرحت كثيراً بالكيس ولكنها لم تكلف نفسها عناء الاطمئنان عليه أو حتى دعوته داخل المنزل حيث كان البرد شديداً .نظرت هالة من شباك غرفتها والدموع تملأ عيناها فهي لا تسطيع فعل شيء له سوى البكاء .
خرج سامر متجهاً إلى المتحف وكان مريضاً من شدة البرد القارس بسبب تساقط الثلوج وعندما وصل هناك جلس يتأمل رسمة للرسام الذي كان مثله الأعلى وقد لحقه كلبه باني ،وفي نفس الوقت عاد عمه للبيت حزيناً لأنه لم يعثر على الكيس فأخرجته له زوجته، فشعر بالفرح الشديد وعلم أن سامر هو الذي أحضره، فندم بشدة على ظلمه لهذا الطفل ولشدة قسوته عليه .
ثم جاء أحد الحكام من لجنة المسابقة وأخبر الجميع أنه قد أعجب كثيراً باللوحة التي رسمها سامر وأنه سوف يسجله معه في معهد الرسم ولكن ذلك كان بعد فوات الأوان، فقد مات سامر بجانب إحدى الأشجار، متأثراً بالبرد والجوع والفقر وكان برفقته كلبه باني الذي ضل يداعبه ظناً منه أنه لا يزال على قيد الحياة .

Exit mobile version