كان يا ما كان في قديم الزمان، كان هناك شاب يدعى سمير. كان سمير يعيش مع والدته بعد أن توفي والده من زمن طويل وصممت والدته أن تجعله يكمل دراسته وأن تتحمل هي وحدها كافة مصاريفه فكانت تعمل وتنفق عليه وعلى دراساته وتمنعه من العمل كي يتمكن من الدراسة .
وقبل أن ينتهي سمير من دراسته توفت أمه رحمها الله ،فحزن قلبه لفراقها وبكى عليها كثيرًا ونظر لله عز وجل وأقسم أن يخرج من راتبه بشكل شهري مبلغًا يجعله للفقراء والمحتاجين وفي نيته أن يكون ثواب وأجر هذه الصدقة إلى أمه ، كما أقسم على نفسه أنه لن تفوته سجدة واحدة وإلا ودعا لأمه وأن يتصدق ويبني المساجد ويفعل الخير الكثير عندما يصبح ثريا .
مرت الأيام وتخرج سمير وتزوج وأنجب ولدًا أسماه محمدًا وفي يوم من الأيام بينما هو خارج للصلاة رأى مجموعة من الرجال يضعون براد ماء في مسجد الحي فضاق صدره عندما أدرك أنه قد نسي هذا المسجد قائلًا في نفسه لقد وضعت في أماكن كثيرة ونسيت أن أضع برادا في مسجد حينا .
وبينما كان يفكر في ذلك فإذا بإمام المسجد يلحق به ويناديه قائلًا: بارك الله فيك وجزاك خيرًا يا أبا محمد على براد الماء.تعجب الرجل من كلام الشيخ وقال: ولكن هذا البراد ليس مني ،
فقال الشيخ: بل هو منك أحضره اليوم ابنك وقال أنه منك ،فإذا بابنه الصغير يقبل عليه ويقبل يده ويقول: إنه مني يا أبي ولكني نويت أن أهب أجره لك ، وأدعو الله عز وجل أن يتقبله سقاه الله من أجره بسلسبيل الجنة .
دمعت عين سمير وسأل ابنه: ومن أين أحضرت ثمنها يا بني وأنت لا تزال في الصف الأول الثانوي ولا تعمل وليس لك دخل،فقال الابن: منذ خمس سنوات بدأت أجمع وأدخر المال ، من مصروفي ومن أي مال تعطيني إياه حتى تمكنت اليوم من شراء هذا البراد لأبرك به كما بررت جدتي رحمها الله على مدار سنوات ورأيتك تفعل ذلك دائمًا في كل موضع فسبحان الله صدق من قال قديمًا البر دين وسوف تعود لك يومًا في أولادك والعقوق كذلك سيرجع لك يومًا ..