قصة ثأر الجمل من صاحبه
يروي لنا صالح أنه في يوم من ذات الأيام أغضبه جمله ،فقال : لم يكن في ذلك اليوم مطيعا ،أتعبني بهيجانه كثيرا كان على غير عادته ،فقد كان جمل مطيع جدا .عندما ثار وهاج علي ،قمت بلكمه على وجهه وقمت بتأديبه وإهانته وضربه بشدة ،حتى خر على الأرض وبعد ذلك أخذت قليلا من التراب وقمت بفركه ودعكه في أنفه من شدة غضبي منه ذلك اليوم .ثم يقول صالح ،بعد ذلك أصبح الجمل مطيع جداً عدة أيام وكنت أتعامل معه بكل حذر ولا أغفل عنه …
وفي إحدى الليالي كنت أجلس أمام بيتي مع بعض الأصدقاء ،فقال لي أحدهم ،وكان ذو خبرة في تربية الإبل …فقال : يا صالح جملك الليلة تصرفاته غريبة ومريبة ولا تبشر بخير ،أراه في كل مرة يناظرك وأنت داخل للبيت وأنت خارج منه !! خذ حذرك وانتبه لنفسك منه يا صديقي …
قلت له جزاك الله خيرا وإن شاء الله سأخذ حذري منه ،بعدها جهزت فراشي للنوم وكنت أنام أمام البيت ،غافلت الجمل وقمت بوضع مخدات في مكان نومي ووضعت عليها الغطاء ،ثم تسللت إلى بيتي وصعدت إلى السطح لكي أراقب ماذا سيفعل …!
بعدها شاهدته وهو يتوجه إلى الفراش الذي يعتقد أنني نائم عليه ،وقد كان يمشي بخفة كي لا يحدث أي صوت كأنه رجل يريد أن ينقض على صيده وبسرعة البرق انقض على فراشي وبرك عليه وأخذ يدوسه بمقدمة صدره ويرفس بحوافره.
يقول صالح : ولما همَّ الجمل بترك الفراش ناديت عليه …فلما شاهدني ،أخذ يلف ويدور مكانه ثم سقط على الأرض من شدة القهر وفي الصباح وجدته قد فارق الحياة ولم يتحرك من مكانه !
ثم بعدها دعوت بعض أصدقائي ،وقصصت لهم القصة وبعد ذلك قمنا بتشريح الجمل لكي نعرف سبب موته ؟أقسم الرجل أنهم بعد فتحهم لصدره وجدوا قلبه قد انفجر من شدة القهر بعد ضربه ….” لم يتحمل هذا الحيوان البريء ضرب وقهر صاحبه له …
“نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه ،وعن الوسم في الوجه وهذا شامل للإنسان والحيوان ” لهذا وجب علينا الإحسان والرفق بالحيوان …