قصة حورية البحر والعشبة السحرية
كان ياما كان في مكان بعيد جداً كان هناك حورية صغيرة تخبئ كنزاً كانت قد حصلت عليه من عالم البشر في داخل خليج مرجاني في قاع المحيط .وكان هذا الكنز يضم أجمل المجوهرات البراقة الرائعة، وكانت الحورية الصغيرة تذهب كل يوم إلى هذا المخبئ لتطمئن على كنزها وتشاهد جماله وروعته .كان صديقها النورس بين الحين والآخر يأتيها بأشياء قيمة جديدة لتضيفها إلى كنزها الثمين، وفي يوم من الأيام جاءها صديقها النورس متحمساً بشدة وهو يخبرها أنه أحضر لها أغرب عشبة في العالم وهي شديدة الندرة والروعة .انبهرت الحورية كثيراً بشكل هذه العشبة العجيبة ذات الأربع أوراق، ثم أخبرت صديقها النورس أنها سمعت من بعض البشر أن هذه العشبة تجلب الحظ الجيد .فقال لها النورس : إذاً عليك أن تُريها إلى صديقيك ،السمكة والسرطان .فقالت الحورية : حسناً سأفعل وسأريها لهما فهما صديقاي .
ولكن قبل أن تذهب الحورية الصغيرة إلى صديقيها وجدت صديقها السرطان قادم قائلاً في حماس واضح : لقد وجدت هذا القدح الرائع المصنوع من زجاج الكريستال مدفوناً في الرمال يا صديقتي العزيزة .فقالت حورية البحر على الفور : يبدوا أنه قد بدأ مفعول هذه العشبة يعمل بالفعل.فسألتها صديقتها السمكة الصغيرة : ماذا تعني بذلك يا حورية ؟فشرحت لها الحورية فكرة العشبة التي أحضرها لها النورس والتي تجلب الحظ والسعادة، ضحك السرطان قائلاً في سخرية : أحقاً تؤمنين بهذه السخافات يا حورية ؟فقالت الحورية في اندهاش : وأنت ألا تؤمن بها يا صديقي السرطان ؟فقال السرطان : بالطبع لا هذه مجرد خرفات لا صحة لها .فقالت الحورية وقد ازداد إصرارها على رأيها : كيف تفسر إذاً وجود كأس الكريستال هذا بعد ضياعه ؟رد السرطان : إنها مجرد صدفة يا صديقتي الحورية .
لم تقتنع حورية البحر كثيراً بكلام صديقها السرطان وظل بداخلها يقين تام أن هذه العشبة العجيبة هي مصدر حظها، حتى أنها قامت بوضع هذه العشبة داخل كتاب للحفاظ عليها، وبعد مرور عدة أيام بدأت الحورية تشعر أن الحظ قد ابتسم لها حقاً ،حيث وجدت العقد الضائع الذي كانت قد فقدت الأمل في العثور عليه، والذي كان ضائعاً منها مند زمن، ووجدت أيضاً سفينة غارقة في الرمال بداخلها العديد من المجوهرات الثمينة النادرة .وكانت الحورية الصغيرة كلما تعثر على شيء جديد، يخبرها صديقها السرطان أن هذه مجرد صدفة .
بعد مرور فترة من الزمن علمت ساحرة البحر الشريرة عن الحظ الذي تمتلكه حورية البحر الصغيرة وعن العشبة العجيبة، فقررت أن تسرقها منها .وفي يوم من الأيام ،خرجت الحورية مع صديقاتها في نزهة، فدخلت الساحرة الشريرة وحاولت سرقة العشبة ولكنها لم تستطع العثور على مكانها، فقامت بتمزيق الكتب من شدة غضبها دون أن تدري أن العشبة بداخل أحد الكتب، فتناثرت أوراق الكتب وضاعت بين الأمواج .عادت الحورية الصغيرة إلى بيتها فلم تجد كنزها ولا كتابها فحزنت كثيراً وأخذت تبكي بحرقة .
وبمرور الوقت بدأ حظ الحورية يضيع منها، فتهشمت كؤوس الكريستال الجميلة وضاع كنزها الذي كانت تخبئه ،وخسرت الكثير من الأشياء الثمينة، فكر صديقها السلطعون في حيلة ذكية حتى يخرجها من حزنها هذا، فأحضر لها عشبة بحرية مؤلفة من أربع ورقات تشبه تماماً عشبتها السحرية القديمة.ولكن أخبرها صديقها أنها من نفس النوع ولها نفس التأثير، فرحت الحورية كثيراً وشكرته على معروفه معها ،وما هي إلا لحظات حتى شعرت الحورية أن الحظ قد عاد إليها من جديد بفضل العشبة السحرية الجديدة، فعثرت على الكثير من أشيائها الضائعة وكنوزها الثمينة .
وبعد مرور عدة أيام قرر السرطان أن يصارحها بالحقيقة .فقال لها : افحصي هذه العشبة جيداً، اقتربت الحورية من العشبة كثيراً فعرفت أنها ليست العشبة الأصلية، وحينها قال السرطان : أعتذر منكِ عن فعلتي هذه ،كان هدفي يا صديقتي الحورية أن أساعدك وأبعد الحزن عن قلبك .تعجبت الحورية كثيراً وسألت السرطان : ما الذي حدث معي وما هو السر في هذا .فقال لها : الآن بدأت تفهمين فأنت عندما تؤمنين بنفسك تحدث الأمور جيداً ثقي يا صديقتي ليس هناك حظ ولا عجائب بل هناك عزيمة واصرار على المحاولة بعد الفشل ،فأنتي كان يشغل بالك أنكِ لن تنجحي في العثور على شيء لهذا كنتي تفشلي ،وعندما تحصلتي على العشبة دفعك هذا للنشاط والمثابرة والمحاولة لأنكِ كنت تعتقدين أن العشبة هي التي تساعدك .وهنا سألها طائر النورس : هل ستتخلصين الآن من العشبة السحرية .فردت الحورية الصغيرة : لا بل سأحتفظ بها لتذكرني بأن لا أتكل في إنجاز أموري على عشبة صغيرة بل علي أن أعمل بنفسي لأحقق ما أريد .