قصة خطيب النبي محمد عليه الصلاة والسلام
قصة خطيب النبي محمد عليه الصلاة والسلام – توتي توتي
خطيب النبي هو ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري الخزرجي، يُكنّى بأبي عبد الرحمن، وقيل بأبي محمد المدني، وهو أيضاً خطيب الأنصار إضافة إلى أنه خطيب النبي عليه الصلاة والسلام، وأمه هي هند الطائية، وله من الأولاد محمد ويحيى وعبد الله الذين قتلوا يوم الحرة، وله إخوة من أمه، وهم: عبد الله بن رواحة، وعمرة بنت رواحة، كما تزوّج ثابت من جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول، وولده منها محمدٌ فقط، وعُرف ثابت بصوته الجهوري، وخطابته وبلاغته، ومن المواقف التي تشهد على ذلك ما حصل عندما قدم وفد من تميم، فافتخر خطيبهم بعدّة أمور تخصّهم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس إجابة خطيب الوفد، ففعل ثابت، فسُرّ الرسول والمسلمون منه.
شارك ثابت المسلمين في غزوة أحد وما بعدها من الغزوات، إلى أن توفي يوم اليمامة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فعندما خرج ثابت مع خالد بن الوليد إلى مسيلمة والتقوا مع العدو، قال كلُّ من ثابت وسالم مولى أبي حذيفة: (ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ثمّ حفر كلٌ منهما حفرةً لنفسه، فثبتا فيهما، وبقيا يقاتلان حتى قُتلا، وقد كان ثابت يلبس درعاً نفيسة، فمرّ أحد المسلمين فأخذ الدرع، ثمّ أتى ثابت لأحد المسلمين في منامه، وأوصاه بأمرٍ إلى خالد بن الوليد وإلى الخليفة حينها أبي بكر الصديق، فذهب الذي رآه في المنام وأخبر بذلك خالداً وأبا بكر، فأجاز أبو بكر وصية ثابت بن قيس، فكانت وصيته بعد موته كرامة من الله تعالى له، ومن الجدير بالذكر أنّ ثابت بن قيس بشّر بالجنة قبل وفاته، وذلك عندما احتبس في بيته بعد نزول قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ)،فظنّ قيس أنه المقصود من الآية، وذكر ذلك إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فبشّره الرسول بالجنة.
error: النسخ ليس ممكناً