قصص اطفال

قصة رواية بلد الثلوج

كان يا ما كان في قديم الزمان، كان هناك رجل  يُدعى “شيمامورا” وهو رجل ثري يحب الفنون ؛ كما أنه عاطل عن العمل ، وقد هرب من طوكيو تاركًا حياته الزوجية التي أراد أن ينساها ، فذهب إلى قرية تُعرف ببلد الثلج ، وهناك تعرف على فتاة وهي ابنة لشخص يقوم بتعليم الرقص .
كانت هذه الفتاة جميلة جدا وفي بداية حياتها الشبابية ، وكان يطلب منها أباها أن تفعل بعض الأشياء من أجل أن تقوم بتسلية الضيف مثل الغناء والرقص ؛ وذاك لأن الجيشا التي كانت تقوم بهذه الأشياء قد أصابتها وعكة صحية ، فترتكز الأحداث داخل الرواية على طبيعة العلاقة بين شيمامورا والفتاة .
وحينما حل فصل الشتاء ؛ قام شيمامورا بمغادرة القرية عائدًا إلى طوكيو وهو عازمًا العودة إلى القرية مرةً أخرى خلال فصل الربيع القادم.
وعندما جاء الربيع ،عاد شيمامورا إلى بلد الثلج ، ليتعرف على ابنة المعلم خلال فصل الربيع ؛ حيث الزهور المتفتحة والحياة التي تبدو بلون جميل في بلد الثلج ، وبدأت العلاقة تأخذ طابع الصداقة لأن شيمامورا يرى في الفتاة التي تُدعى “كوماكو” صفة الطفولة التي تقتحم الشباب ، لذلك كان يراها طفلة شابة يتوجب عليه حمايتها ؛ غير أن كوماكو تترك عواطفها أسيرة لذلك الرجل .
وعندما حل فصل الخريف وهي مرحلة الابتعاد بينهما لأنه موعد رحيل شيمامورا قد اقترب بدأ القلق يسيطر على كوماكو ، وحينما حل فصل الشتاء وتساقطت الثلوج التي تصنع البرودة بقلب شيمامورا كما تصنعها في الجو المحيط ، اتجه إلى الاهتمام بإحدى الخادمات الجميلات التي تُدعى “يوكو” وهي تعمل بالخان الذي يعيش به .
وحينما قام شيمامورا بزيارة بلد الثلج مرة أخرى ؛ كانت كوماكو قد تبدلت مرحلة الطفولة بداخلها لتصبح امرأة ناضجة ، فعندما التقيا سألته عن سبب عودته ؛ فأجابها أن لديه الرغبة في رؤيتها .
فقالت له بكل صراحة : أنا أعلم أنك كاذب وأنا لا أحب أهل طوكيو لأنهم يُعرفون بالكذب دائمًا .
بدأ حب شيمامورا يدخل في مرحلة الفتور، فكوماكو كانت شخصية قوية ومستقلة عن كل المشاعر التي كانت تسيطر عليها في السابق . وحينما حل الشتاء الثالث كان قلب شيمامورا قد أصبح مظلمًا وباردًا ؛ لتنتهي كل المشاعر المشتركة التي كانت بينهما ذات يوم ، وأصبحت الصورة بداخلهما واقعية جدًا ؛ حيث أنه رجل من المدينة وهي فتاة ريفية .
وبدأت نقطة التحول في حياة شيمامورا الذي اتجه إلى الاهتمام بخادمته التي كان يرى فيها الصورة التي تشير إلى برودة العزلة التي تحل ببلد الثلج ؛ إنها البرودة ذاتها التي قتلت كل المشاعر التي جمعت بينه وبين كوماكو. أما الخادمة يوكو فماتت بعد نشوب حريق بالكوخ الذي تعيش به ؛ فقامت برمي نفسها من الدور الثاني لتحتمي من هول النيران القادمة عليها ؛ غير أنها فارقت الحياة وانتهت الرواية بهذه الصورة المأساوية للفراق .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button