قصة ساقي الطيور

كان ياما كان ،كان هناك طفل صغير يدعى كريم وكان ولد مهذباً و ذو خلق كريم، يحرص دائماً على حضور الدروس الدينية اليومية المفيدة بالمسجد .وكانت والدة كريم ربة بيت، تقوم بتربية بعض الطيور علي سطح بيتها، وترعى هذه الطيور بحب وباهتمام شديد .فكانت تقدم لهم وجبات الطعام في مواعيد، فهي أرواح تحتاج إلى الرعاية والاهتمام .
وفي يوم من الأيام ذهب كريم إلى والدته بعد أن عاد من أحد دروس العلم بالمسجد وطلب منها أن تعلمه كيف يسقي الطيور التي تربيها على السطح .فأخذت أمه تشرح له الطريقة وتخبره بأنها تقوم بوضع الماء في الأواني الخاصة بهم يومياً في الصباح والمساء حتي تشرب هذه الطيور .
فطلب كريم من والدته أن تترك له هذه المهمة، فهو يريد أن يضع الماء يومياً للطيور ويطعمها أيضاً بدلاً عن والدته .تعجبت الأم كثيراً من طلب ابنها خاصة أن ابنتها الصغيرة سلوى ترفض تماماً الصعود إلى السطح ومساعدتها في وضع الماء والطعام للطيور .وعلى الرغم من غرابة هذا الطلب بالنسبة للأم إلا أنها سُعدت كثيراً بتفكير ابنها ووافقت على الفور لعلها ترتاح قليلاً من الصعود يومياً إلى سطح البيت .
عندما علمت سلوى بالأمر أخذت تسخر من اخيها وتضحك عليه وكانت تضايقه كلما رأته يملأ إناء الماء الكبير ويصعد به إلى السطح لكي يضع الماء في الأواني الصغيرة الموجودة في عش الطيور والدجاجات حتى يشربوا منها .كانت تسخر وتطلق الكلمات والتعليقات التي يحزن كريم عند سماعها، ولكنه يحاول تجاهلها على أي حال ويستمر في عمله .
وذات مرة بينما كان كريم صاعداً إلى السطح، أخذت اخته تضحك عليه وتسخر منه كثيراً فما كان منه هذه المرة إلا أن واجهها بابتسامة كبيرة .وقال لها في هدوء : هناك كنزٌ كبيرٌ لا يحصل عليه أحدٌ إلا ساقي الطيور ، تعجبت اخته كثيراً من كلماته وسألته عن قصده، فقد اعتقدت أنه يأخذ بيض الطيور لنفسه عندما يصعد السطح ليطعمها ويسقيها .
اتسعت ابتسامة كريم عندما علم بتفكير اخته وقال لها : لا أتحدَّث عن البيض، بل عن كنزٍ كبيرٍ .كنز أهم وأغلى بكثير من بيض الطيور .ازداد تعجب اخته واصرت على معرفة هذا الكنز الغريب الذي يتحدث عنه كريم .فقرر كريم أن يخبرها بالأمر ولكن بشرط واحد، أن تصعد معه إلى السطح وترى بنفسها فرحة الطيور وهي تستقبله وهو يحمل لها الطعام والماء .
وبالفعل وافقت سلمي على هذا الشرط وصعدت مع كريم إلى السطح ورأت فرحة الدجاج والحمام والإوز عند صعود اخاها وهو يضع لها الطعام والماء .فازدادت لهفتها واخذت تسأله عن سر هذا الكنز الذي يتحدث عنه ؟
أشار كريم إلى الطيور المجتمعة حول أواني الماء قائلاً : ألا تعرفين حديثَ رسولِ اللهِ صلَّ اللهُ عليه وسلَّم ( فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ ) .فكُلَّما سَقَيْتُ كائنًا حيًّا أو أطعَمْتُه فلِي أجرٌ.. وهذا أجملُ الكنوزِ .
 

Exit mobile version