قصة سرطان البحر الذكي
في أحد الأزمان كان هناك طائر إسمه أبو قردان ، يعيش في بركة كبيرة من الماء وكان يوميًا يصطاد السمك ويأكله ، لكن أبو قردان أصبح عجوزًا كبيرا لا يستطيع الإمساك بأي أسماك فبقي بدون طعام لعدة أيام .
قرر أبو قردان أن يفكر في خطة حتى يحصل على الطعام وإلا لن يعيش طويلًا .ففكر في خطة ذكية جدا وجلس على حافة الماء يبدو حزينًا ويفكر في شيئا ما.
في نفس البحيرة كان يعيش سرطان البحر ، وكان سرطان البحر ودود ومحب للجميع . بينما كان يمشي لاحظ أبو قردان يجلس حزينًا ففكر لماذا قد يكون أبو قردان حزينًا بهذا الشكل ؟.
فذهب سرطان البحر سريعًا إلى أبو قردان وسأله لماذا تبدو حزينا؟فأجابه أبو قردان أنه لا يعرف ما يقول ، فقد حدث شيئًا مريرا معه .فشعر السرطان بالخوف فسأله بلهفة ، ماذا حدث ؟
أجابه أبو قردان : أنه حين كان يتمشى صباح اليوم ، سمع أحد الأشخاص يقول أن المطر لن يأتي هذا العام ولمدة أثنى عشر عاما أخرى في هذا الجزء من البحيرة ، وأن البحيرة سوف تجف تمامًا ، وجميع المخلوقات بها ستموت. ثم أكمل حديثه وهو يحاول أن يبدو حزينًا ، أنه كبر بما يكفي ولا يهمه المشكلة حتى وإن مات ، لكن أنت يا سرطان البحر ما زلت صغيرًا ، وأمامك الكثير من الأشياء لتراها وتستمتع بها .
فذهب سرطان البحر مسرعًا إلى الأسماك وأخبرهم بما سمع من أبو قردان ، فشعر جميع السمك بالخوف الشديد ، وسألوا السرطان ماذا يمكن أن يفعلوا حتى لا يموتوا بعد جفاف البحيرة .
حينها تدخل أبو قردان قائلًا : أنه يعرف بحيرة أخرى كبيرة للغاية وقريبة من نفس المكان ، فعرض أن يقوم بتوصيل السمك إليها واحدة تلو الأخرى ، شعرت كل الأسماك بالراحة ووافقوا على عرض أبو قردان بأن يأخذهم للبحيرة الكبيرة .
أصبح أبو قردان فاليوم التاني يذهب حاملًا سمكة في فمه بمنقاره الكبير ويذهب بعيدًا ، لكن بدلًا من ذلك كان أبو قردان يهبط على مجموعة صخور بعيدة عن البحيرة ويأكل الأسماك ، بعدها يستريح حتى المساء ويعود إلى البحيرة مرة أخرى .
بعد عدة أيام ، ذهب سرطان البحر إلى أبو قردان وسأله متى سيأخذه هو إلى البحيرة الكبيرة ، ففكر أبو قردان أنه يشعر بالملل من تناول الأسماك ، وقرر أن يجرب لحم سرطان البحر ، لذا وافق على توصيل السرطان إلى البحيرة في اليوم التالي حتى يأكله.
كان سرطان البحر كبيرا جدًا على أن يتسع له منقار أبو قردان له ، لذلك صعد السرطان فوق ظهر أبو قردان أثناء الرحلة ، بعد فترة شعر السرطان أن هناك شيئًا ما خاطئ فسأل أبو قردان عن مكان البحيرة الكبيرة ، فضحك أبو قردان وهو يصف السرطان بالحماقة والغباء .
أخبر أبو قردان سرطان البحر أنه لن يأخذه إلى أي مكان ، وأخبره أنه سيلقيه على الصخور في الأرض البعيدة ، حتى يتحطم تمامًا ، وبعدها سيأكله مثلما أكل باقي الأسماك .
رد السرطان واثقا أنه ليس أحمق أو غبي حتى يسمح لأبو قردان أن يقتله ويأكله ، قام السرطان بالإمساك برقبة أبو قردان بين مخالبه القوية ، حاول أبو قردان الهرب من مخالب السرطان لكنه لم يتمكن ، استطاع السرطان أن يقتل أبو قردان الكاذب ، ويعود للبحيرة مرة أخرى ، ويخبر الأسماك بما فعله أبو قردان .