قصة سر القبعة
يحكى أنه في قديم الزمان تحديدا في القرون من القرن السابع عشر الميلادي ، وحتى القرن التاسع عشر ، في تلك الفترات كانت هناك العديد من المصانع ي إنجلترا، التي تعمل في مجال تصنيع القبعات ، وكانت المادة الرئيسية المستخدمة في تلك الصناعة هي الزئبق .
جدير بالذكر ، أن العمال بتلك المصانع ، كانوا يقضون وقتًا طويلاً بالعمل داخل المصنع ، وفي المقابل كانت فترات خروجهم إلى الشوارع قليلة للغاية ، وترتب على ذلك تعرّضهم للزئبق المستخدم في الصناعة ، لفترات طويلة للغاية واستنشاقه بشكلٍ مكثف .
ويقول الأطباء بأن استنشاق الزئبق لفترات طويلة بهذا الشكل ، قد يؤدي إلى ظهور عدد من الأعراض غير المألوفة لمن لم يتعرض لها ، أو يشاهد شخصًا كان قد تعرض لها من قبل ، وتلك الأعراض التي كانت تظهر بدءً من حالة من عدم الاتزان والتشنجات والكلام غير المترابط ، والذي قد يصل إلى حد الهلوسة ، وذلك فيما يٌعرف بمتلازمة كورساكوف ، أو كما هو معروف حاليًا متلازمة جنون صانع القبعات .
ومن أشهر الحوادث المرتبطة بتلك المتلازمة ، تلك الواقعة التي حدثت مع عامل يٌدعى روجر كراب . وقع هذا الحادث في أواخر القران السابع عشر الميلادي ، حيث كان روجر يعمل في أحد مصانع تصنيع القبعات ، ونتيجة لعلمه لعدد من الساعات الطويلة المتواصلة ، داخل المصنع وصل بشكلٍ مفاجئ .
إلى مرحلة متقدمة من هذه المتلازمة ، فقام الرجل ببيع ملابسه وممتلكاته ، واحتفظ فقط ببذلة الجيش خاصته وبنطال من الخيوط الخفيفة المرقّعة ، وقبعة صغيرة على رأسه ، في حالة أشبه بالجنون ، حيث بدأ التجول في المدينة بتلك الثياب الرثة ، بل وبدأ يذهب إلى عمله أيضًا بها .
في عام 1860م في ولاية نيو جيرسي الأميركية ، تم توثيق عدد المصانع القائمة على تصنيع القبعات والعاملون بها وذلك في مدن مثل ، نيوارك ، أورانج ، وبلومفيلد ، حيث تنمو تلك الصناعة سريعًا ، وقام طبيب يٌدعى أديسون فريمان بتقديم ورقة بحثية حول تسمم الزئبق بين القوى العاملة في مصانع تصنيع القبعات .
ولخص فرمان إلى أنه يجب على المؤسسات الكبرى ، والمصانع تقديم الحماية الكافية لهؤلاء العاملين ، وإذا كان استخدام الزئبق ضروريًا لفترات طويلة من العمل ، فلابد أن يتم ذلك وفقًا لمعايير خاصة من شأنها حمايتهم .
وأدى هذا التقرير الموثق إلى حملة تفتيشية في ما بعد ، حول 25 مصنعًا لتصنيع القبعات في مدينة نيوراك ، وأسفرت عن الكشف عن إصابة 25% من العمال بها بمتلازمة جنون صانع القبعات ، واعترف دنيس بأن هذا الرقم قد يكون أقل من الواقع ، نظرًا لتخوف العمال من تسريحهم من العمل ، إذا ما اعترفوا بأنهم مرضى .
ويقال أنه بغض النظر عن الأصول العلمية والحقيقية ، لشخصية صانع القبعات المجنون ، إلا أن شخصية الفيلم ، كانت شخصية حقيقية تعامل معها كل من مؤلف الفيلم والمخرج ، ويٌذكر أن الشخص الحقيقي كان يعمل بائعًا في متجر للأثاث .
وكان يرتدي قبعة صغيرة على رأسه ، ويتصرف بشكلٍ غريب الأطوار ، وبعد فترة قليلة من عمله وغرابته ، عٌرف بين سكان المنطقة بأنه رجل مجنون وتم فصله من عمله كبائع ، ثم استوحى مؤلف قصة آليس في بلاد لعجائب الشخصية نسبة إلى هذا الرجل صانع القبعات .