كان ياما كان في قديم الزمان ،كان يحكى عن شجرة تفاح جميلة الشكل و يانعة الأوراق و لذيذة الثمار، ولكن شجرة التفاح هذه كانت مغرورة و أنانية و بخيلة.وكانت تعيش جوارها شجرة زيتون كبيرة السن و ليست جميلة و أوراقها غير يانعة مثل شجرة التفاح وكانت مُرّة الثمار، ولكنها كانت طيبة و كريمة و تحب الجميع.
و في يوم من الأيام أتى بعض الأطفال الصغار ،وبينما هم يلعبون شعروا بالجوع الشديد فذهبوا إلى شجرة التفاح و طلبوا منها أن تمنحهم بعض الثمار و لكنها رفضت و خبأت كل ما بها من ثمار داخل الأوراق.
فحزن الأطفال و بكوا و ذهبوا و هم جوعى ،فقالت شجرة الزيتون وهي تلوم فعلة شجرة التفاح أن هؤلاء الأطفال كانوا في حاجة إلى الطعام و لكنها رفضت أن تفعل ذلك و لذا فهي أنانية و شريرة.
فردت عليها شجرة التفاح و قالت لها أنت تغارين مني لأن أوراقي تتجدد طوال العام و ثماري لذيذة وحمراء ناصعة اللون ،أما أوراقي فهي خضراء رائعة ،وأما أنت كبيرة السن و لا تتجددي إلا في الربيع فقط فلا تحدثيني مرة أخرى و تقومي بنُصحي لأنك غيورة وحسودة ،وهنا فضلت شجرة الزيتون الصمت.
و في يوم من الأيام جاء حمل صغير جائع يطلب من شجرة التفاح أن تُعطيه بعض الأوراق ولكنها رفضت كالعادة ،و هنا نادت شجرة الزيتون على الحمل و أعطيته بعض الأوراق حتى يأكلها ففرح كثيراً و شكرها و تناول الأوراق حتى شبع.
وفي يوم عاصف هبت رياح شديدة جعلت ثمار التفاح تتساقط على الأرض و الأوراق تتطاير و هنا أخذت شجرة التفاح تنادي على شجرة الزيتون لتحميها و لكن شجرة الزيتون رفضت أن تُساعدها.
وقالت لها : لطالما رفضتي مساعدة الغير لذلك لن أساعدك أبداً تحملي نتائج فعلتك الأنانية وحدك ،و بعدما هدأت العاصفة وجدت شجرة التفاح نفسها أصبحت خاوية من الثمار و بلا أوراق وأغصانها مكسورة فأصبحت قبيحة الشكل مجردة من الأوراق والثمار.
ولم يعد أحد يأتي إليها أو يزورها و لكنهم تعودوا على زيارة شجرة الزيتون الطيبة و الجلوس تحتها ،وأخدوا يهتمون بها ويقومون بسقايتها فرجعت أورقها وثمارها جميلة جدا.
حزنت الشجرة حزنًا شديدا على غرورها وأنانيتها ،وفهمت مدى خطأها في حق الآخرين وطلبت من الله أن يوهبها ثمار جديدة لكي تقوم بمساعدة الآخرين.
ومنذ ذلك الحين تعلمت شجرة التفاح الدرس و قالت أن الأذى و الكره و الغرور لا فائدة منهم أبداً.