قصة طعام الظلام التي نزلت فيها آية
يحكى أنه في عهد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حدثت قصة طعام في الظلام ،فقد قال تعالى : ” ويؤثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة “
ورد في سبب نزول هذه الآية أكثر من رواية ،أصحها ما رواه البخاري ومسلم ،أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني أصابني جوع …
فأرسل النبي إلى بعض نسائه طالبا الطعام ،فقالت احدى زوجاته : والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء ،ثم أرسل إلى أخرى ،فقالت مثل ذلك ،حتى قلن كلهن مثل ذلك : لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء …
فقال عليه الصلاة و السلام : من يضيف الضيف هذه الليلة رحمه الله ،
فقام رجل من الأنصار فقال : أنا يا رسول الله.فاصطحبه إلى بيته، فقال لامرأته : هل عندك شيء ؟
قالت : لا إلا قوت صبياني.
قال : فدعيهم يلتهون بشيء ،فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج ،واتركي الطعام في الظلام وأريه أننا نأكل مثله.
فجلس الجميع وأكل الضيف ،فلما أصبح اليوم التالي دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : “قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة ” وهو ادرى بعباده.
وفي رواية البخاري : فأنزل الله قوله تعالى: “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ”وقد جاء في بعض الروايات ،أن الصحابي الذي استضاف ذلك الرجل هو أبو طلحة رضي الله عنه.
هذا أصح ما ثبت من روايات لأسباب نزول هذه الآية الكريمة ،وهي تبين ما كان عليه الأنصار رضي الله عنهم ،من حب لإخوانهم المهاجرين ،فكانوا يعطونهم أموالهم ،إيثارًا لهم بها على أنفسهم ،ولو كان بهم حاجة وفقر إلى ما بذلوا من أموال.
اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا محمد.