قصة طموح الأشقاء الثلاثة
يحكى أنه منذ زمن بعيد ،كان هناك ثلاثة أشقاء شباب يعيشون مع والدهم ،وكانوا لا يفعلون شيء إلا الإهتمام به لشدة مرضه ،بعد مرور سنوات على مرضه توفي الأب.ثم اجتمعوا الثلاثة بعد دفن والدهم مباشرة ،وقرروا جميعا ترك البيت والرحيل حتى يتمكنوا من تحقيق طموحاتهم التي كانوا يتمنون تحقيقها.أعلن الأخ الأكبر أن طموحه هو أن يصبح أثرى أثرياء البلدة.
و قال الأخ الأوسط أن نيته أن يصبح حكيماً ذا علم غزير ويكون أعلم أهل البلدة.
أما الأخ الأصغر فقد عقد العزم على الزواج من إحدى ابنتي ملك البلاد.
وهكذا غادر كل واحد من الأشقاء في جهة مختلفة بعد أن اتفقوا على أن يجتمعوا في نفس المكان بعد ثلاث سنوات لرؤية هل نجحوا في تحقيق طموحاتهم أم لا ومن منهم فاز بأمنياته ؟
وبعد مرور ثلاثة سنوات ،عاد الأشقاء للاجتماع مجددا في نفس المكان المحدد.
فحضر الأخ الأكبر في موكب فخم جدا ،وأعلن لإشقائه أنه حقق حلمه في أن يصبح فاحش الثراء و ذو مكانة مرموقة في المجتمع.
كما حضر الأخ الأوسط يحفه العديد من تلاميده ،وأخبر أشقائه أنه نجح في مسعاه وأصبح حكيماً عليما لا يشق له غبار.
أما الأخ الأصغر فقد كان قادماً كما تركوه أول مرة !فسألوه عما فعل فأجاب :بالنسبة لي فقد رجعت إلى البيت بعد رحيلكم بأيام قليلة.فقلت لنفسي : إن أفضل طريقة لكي أكون صهر الملك هي أن أتباهى بالثراء والحكمة ،لذا قررت أن أبقى في البيت لا أفعل شيئا ،وأبقى بإنتظار عودتكم حتى تحققوا حلمي وتنجزوا لي طموحي ،وبما إنكم عدتم الأن وقد بلغتم أقصى طموحاتكم ،هيا أذهبوا معي لتخطبوا لي الأميرة إبنة الملك.!
نظر شقيقاه كل منهما للآخر ،وفي عينيهما نظرات الأسف على شقيقهما الأصغر ،لكنهما وافقا على الذهاب معه إلى قصر الملك لخطبة إحدى ابنتيه.
فلما وافق الملك على رؤيتهم ،طلب منه الأخ الأصغر أن يزوجه إحدى ابنتيه.فقال له الملك : وماذا لديك حتى تستحق أن تتزوج بأميرة ؟لدي شقيقان ليس في الدنيا مثلهما ،أحدهما له من المال ما يغطي الأفق ،والآخر له من الحكمة لو وزعت على أهل البلاد لكفتهم.فقال الملك : وماذا عنك !فقال له أنا لدي مكانة في المجتمع بأخوي فهما مصدر فخري.قال الملك : إذن في هذه الحالة فقد قررت إصدار مرسوم ملكي يقضي بزواج الأميرتين من شقيقيك اللذان تتباهي بهما أمامي وأمام العامة من الناس ،فكلامك يذل على أنهما يستحقا أن يتزوجا الأميرتان.
وهكذا تم زواج الأميرتان من الشقيقان اللذان هاجرا وجاهدا وأتعبا نفسيهما حتى ظفرا في النهاية بجميع الأماني التي تحققت ،وإن كانت هناك طموحات وأماني ليست ضمن خططهما مثل زواجهما من الأميرتان.
العبرة :من جد وجد ،ومن صبر ظفر ،ومن زرع حصد.أما من كسل وقعد ،معتمدا بذلك على غيره في تحقيق أمانيه فقد خابت مساعيه