يُحكى أن رجلاً من أهل الموصل اسمه عبود كان يصطاد الأطفال بالتعاون مع زوجته، أو يشتريهم فيذبحهم ويصنع من لحومهم طعاماً يسمى بالعراقي قليه وكان يبيعه للناس في دكان له .
ففي عام 1916 قلت فيه الأمطار وهلك فيها الحرث والنسل، حيث حدثت مجاعة كبيرة، يقال أنه اضطر فيها الأهالي لأكل القطط والكلاب والقمامة من الشوارع، وارتفعت أسعر الحنطة وقام ميسورو الحال ببيع أواني الفضة مقابل الحنطة، وسمي ذلك العام “غلاء الليرة ” هذا ما جعل عبود يقوم ببيع لحوم الأطفال على أنها تقليه في دكانه .
واستمر على ذلك بضعة أشهر ولم يكتشف أمرهم لمدة شهور .ولكن الصدفة وحدها التي كشفت هذين السفاحين، فعندما كان أحد الأشخاص في سوق الموصل يتناول طعامه وجد في فمه عظمة صلبة، وعندما أخرجها اكتشف أنها جزء من إصبع طفل صغير فقام بإبلاغ الشرطة .
فقامت الشرطة بالقبض علي عبود وزوجته، وعند مداهمة منزلهم اكتشفوا حفرة مليئة برؤوس الأطفال الصغيرة يقدر عددها بمائة رأس .
وقد سيق عبود وزوجته الى المحكمة، وهناك انهارت الزوجة واعترفت أمام الحاكم بما اقترفت هي وزوجها من الفظائع .والمحاورة التي جرت بينها وبين الحاكم حسبما ذكرته بعص الصحفالحاكم : كيف اقدمتما على هذا العمل ؟المرأة : جعنا واحتملنا الجوع إلى حد لا يطاق، فاتفقنا أخيراً على اكل الهررة، وهكذا فعلنا وبقينا نصطادها ونأكلها إلى ان نفدت من بلدتنا من القطط ،فبدأنا نأكل الكلاب ونفدت أيضاً وكان لحمها أطيب واشهى من لحم الهررة فجربنا بعدها أكل لحوم البشر .الحاكم : بمن بدأتما أولا ؟المرأة : بامرأة عجوز تسكن جوارنا، خنقناها وطبخناها في حلة كبيرة إلا أننا قضينا كل تلك الليلة نتقيأ لأن لحمها كان دسماً، ثم ذبحنا ولداً صغيراً فوجدنا لحمه في غاية اللذة .الحاكم : وكيف كنتم تصطادون الأولاد ؟المرأة : بواسطة ولدنا الصغير ،فقد كان يأتي كل يوم بواحد بحيلة اللعب معه، وعندما ينهك من كثرة اللعب ،نخنقه ونأكله وندفن عظامه في هوة عميقة حفرناها داخل بيتنا .الحاكم : كم ولداً أكلتما وبعتما لحمه للناس على أنه تقليه ؟المرأة : لا اذكر تماماً ولكن يمكن احصاءهم من عدد جماجمهم .
حكمت المحكمة على عبود وزوجته بالإعدام شنقاً ،وفي صباح يوم الإعدام ركبا على حمارين وسيقاً إلى ميدان باب الطوب حيث نصبت مشنقتان لهما، وكان الناس في الطريق يبصقون عليهما ويشتمونهما ويضربونهما، وكان عبود يرد الشتيمة على الناس بمثلها ويضيف عليها شتم الحكومة إذ كان يعتبرها المسؤولة عما حدث .وتجمهر الناس في الميدان ليشهدوا شنقهما ،ويحكى أن امرأة كانت تنهش أقدام الزوجة إلا أن قطعت أصابع قدم الزوجة وتصرخ قائلة : لقد أكلا ثلاثة من أولادي .
ظل الناس يتناقلون هذه الحادثة العجيبة فيما بينهم ،حيث شاع خبرها في كل مكان وظل الناس يتحدثون عنها زمنا طويلاً .