قصة عمر بن الخطاب قبل الإسلام
يروى في قديم الزمان عن الفارس الشجاع سيدنا عمر بن الخطاب ،أنه كان يتميز بالشدة قبل إسلامه فلما ظهر الإسلام وانتشر كان من أشد أهل قريش معاداة للمسلمين وكان يعذب عبيدة وأقاربه من بني عدي الذين يدخلون في الإسلام ،حتى أنه كان له جارية اعتاد أن يعذبها من أول النهار لآخره حتى يتعب فيقول له ما تركتك إلا لأني قد مللت …
فكان يتتبع الرسول صلى الله عليه وسلم حتى إذا رأى أحدًا يتبعه قام بإرهابه وتهديده حتى لا يتبع دين الإسلام.
ولد الفاروق في قبيلة بني عدي واسمه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى ،وكانت والدته حنتمة بنت هشام ابنة عم أبو جهل وخالد بن الوليد ،وقد ولد سيدنا عمر بعد عام الفيل بحوالي ثلاثة عشرة عاما ،وكانت أسرته فقيرة معدمة رقيقة الحال ،وكان والده شديد غليظ معه هو وأخوته..
كان سيدنا عمر في صغره يخرج ليرعى غنم عائلته ،وتعلم القراءة ،وكان فارسًا منذ صغره ،وقد شب سيدنا عمر على عبادة الأصنام مثل معظم أهل قريش ،كما أنه كان يشرب الخمر وقد قال عن نفسه “لقد كنت أشرب الناس بالجاهلية ” ،وعندما كبر سيدنا عمر بدأ يشتغل بالتجارة حتى أصبح من أغنياء مكة.
وقد أسلم زيد بن الخطاب وفاطمة بنت الخطاب إخوة سيدنا عمر قبله ،وفي يوم من الأيام عندما بدأ الإسلام ينتشر في مكة وبدأ المسلمون يهاجرون من مكة شعر سيدنا عمر بالغضب الشديد لأن أهل مكة قد تفرقوا ،فقرر أن يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فأخذ سيفه وانطلق فقابل الصحابي نعيم بن عبد الله النحام في الطريق وكان قد أسلم سرًا .
فسأل سيدنا عمر عن وجهته ،فلما أخبره عن نيته في قتل النبي أراد أن يبعده عن النبي فقال له أن يهتم بأهله أولًا لأن أخته فاطمة وزوجها ابن عمه قد اتبعا دين محمد.
فغضب غضبًا شديدًا واتجه لمنزل أخته ،وعندما وصل وجد عندهم الصحابي خباب بن الأرت يعلمهم القرآن ،فلما دخل ضرب زوج أخته وصفع وجه أخته حتى سال الدم منه ،وطلب منها أن تعطيه القرآن الموجود بين يديها ،فرفضت حتى يتوضأ ،فذهب وتوضأ وأخذ الرقعة وكان مكتوب فيها سورة طه.
فقرأ رضي الله عنه من أول السورة حتى قول الله تعالى (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إله إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) .
فلما قرأ تلك الآيات شرح الله صدره للإسلام وقال لأخته وزوجها دلوني على مكان محمد ،اصطحبه سيدنا خباب نحو دار الأرقم بن أبي الأرقم وقابل النبي صلى الله عليه وسلم وأعلن إسلامه ففرح المسلمون جميعًا بدخوله إلى الإسلام.كان سيدنا عمر يتميز بالفطنة ورجاحة العقل حتى أن قريشًا قد اختارته سفيرًا لها ،وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم له فقال ” اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين ” وكان الرسول يقصد عمر بن هشام الملقب بأبو جهل وعمر بن الخطاب …
اتصف سيدنا عمر بالعدل الشديد ولذلك لقب بالفاروق لأنه يفرق بين الحق والباطل ،وكان له قصة شهيرة مع الهرمزان حاكم الفرس الذي أتى ليتفاوض مع أمير المؤمنين بعد أن هزمهم المسلمون في تستر.فلما سأل عن بيته وذهب إليه لم يجده ،وقالوا له إنه في المسجد ،فلما ذهب إلى المسجد ليبحث عنه لم يجد فيه أحد ،فسأل بعض الأولاد الذين يلعبون عند المسجد عن أمير المؤمنين ،فقالوا له أنه هو الرجل النائم في المسجد ،فسأل عن حراسه وخدامه ،فأجابه الأطفال أن أمير المؤمنين ليس له حراس ولا ديوان.
تعجب الهرمزان وهو يرتدي الديباج والحرير بينما أمير الجيوش التي هزمته وانتشرت في الأرض ينام على الأرض ويرتدي زيًا بسيطًًا مثل باقي الرعية ،وليس له ديوان فاخر مثل الملوك الذين حكموا الأرض من قبله ،فقال الهرمزان إنه ينبغي أن يكون نبيًا ،فقال له الناس أنه يعمل بعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
حمل الفاروق رضي الله عنه لقب أمير المؤمنين ،حيث كان يقال لسيدنا أبو بكر رضي الله عنه خليفة رسول الله ولكن سيدنا عمر اختار لقب أمير المؤمنين حتى لا يشق على الناس فكانوا يقولون له في البداية يا خليفة خليفة رسول الله…