قصة عيب السلطان والشيخ حمدان – توتي توتي
كان ياما كان في قديم الزمان ،كان هناك سلطان عادل يساعد كل محتاج ويحكم بين أهل بلدته بالعدل، كان يكسوا العريان ويطعم الجوعان، كان الجميع يحبون هذا السلطان كثيراً.وفي يوم من ذات الأيام جلس السلطان بين أهله ورعيته وأخذ يعد حسناته متفاخراً بها قائلاً : أنا أساعد المحتاجين وأطعم الفقراء وأحكم بين الناس بالعدل، فأنا ليس لدي عيب أو نقص.
فقال له جميع الحاضرون من وزراء ومساعدين وحراس : نعم يا مولانا السلطان أنت لا يوجد بكَ أي عيب .
سمع الشيخ حمدان بما قاله السلطان وما ورد عنه وفي يوماً من الأيام ،قابله في المسجد وهو يصلي، اقترب منه وقال له في هدوء : نعم يا مولاي السلطان إن حسناتك كثيرة، ولكن بالتأكيد فيك عيب ونقص.فالكمال لله وحده سبحانه وتعالى، ولا يوجد إنسان في هذه الدنيا كامل بلا عيب، تعجب السلطان من كلام الشيخ حمدان وأخذ يفكر ويفكر ويسأل كل المقربين منه عن العيب الذي فيه، فقال له الجميع : إن كان فيك عيب فاسأل عنه الشيخ حمدان وهو يخبرك .
أرسل السلطان للشيخ من جديد وسأله عن العيب الذي فيه، فكر الشيخ حمدان قليلاً ثم قال : أمهلني أيها السلطان ثلاثة أيام وبعدها سوف أخبرك عما بك من عيوب، مر يومان وفي نهاية اليوم الثالث جاء الشيخ حمدان ودخل إلى السلطان.ثم قال له : لقد رأيت اليوم حادثة عجيبة يا مولاي !!فسأله السلطان : ماذا حدث ؟فقال الشيخ حمدان : بينما كان ابنك الأمير يسير في الطريق، خرجت أمامه مجموعة من الكلاب تنبح عليه، واقترب أحدها وعض الأمير في رجله .
فزع السلطان وهب من مجلسه على الفور ونادى : يا حراس أمسكوا جميع الكلاب في البلدة، أقتلوا جميع الكلاب.هنا ضحك الشيخ حمدان وقال : مهلاً يا مولاي.أمن أجل كلب واحد عض ابنك الأمير تأمر بقتل كل الكلاب في البلدة والتي لا ذنب لها، هذه الكلاب فيها من يحمينا ومن يحميك أيضاً وفيها من يحرسك وفيها من هو عابر في سبيله وفيها من يحب اللعب حتى مع الأطفال وفيها الأوفياء لنا ؟أليس هذا بظلماً يا سيدي السلطان ؟لقد غضبت فظلمت والظلم عيباً يا مولاي.سكت السلطان وعلم عيبه .فقال له الشيخ حمدان : سبحان من له الكمال .فقال السلطان : صدقت يا شيخ حمدان، ونعم بالله فله الكمال وحده، أما أنا فقد غرتني الدنيا بأفعال الخير ونسيت أن كل هذه الأفعال نفعلها لوجه ربي الكريم .
error: النسخ ليس ممكناً