قصة فتى المطاط
كان هناك فتى يدعى هوك ، وكان يبلغ من العمر أحد عشر عاماً ، وكانت والدته تعمل في جمع المطاط لتوفر له مالاً لأكل العيش حيث أن والده كان متوفيا فكان على الأم أن تعمل بكل طاقتها لتوفير المال للعيش .
ولكن هوك كان لا يعلم بحقيقة عمل والدته الشاق ، بل كان هوك يشعر بالأسى حيال فقره وضيق العيش.إستيقظ هوك للذهاب إلى المدرسة ، وكانت تقوم والدته بتوصيله إلى المدرسة كل صباح على الدراجة الخاصة بجمع المطاط ، وكان التلاميذ في المدرسة يضايقونه يقولون له ، فتى المطاط وكانوا يسخرون منه ويستهزئون به وبفقره فتشاجر هوك مع أصدقائه مشاجرة عنيفة .
عاد هوك إلى المنزل وكانت ملابسه وحقيبته ممزقة ، فتساءلت والدته عن سبب الفوضى التي تبدو على مظهره ، وأخبرته أن هذا سيكلفها شراء ملابس جديدة له .
فاخبرها ابنها هوك بأنها سبب حدوث تلك المشاجرة بينه وبين أصدقائه ، لأن أصدقائه يطلقون عليه إسم فتى المطاط كلما شاهدوه راكباً دراجة جمع المطاط مع والدته وأخبرها أنه يكره كونه فقيراً ، حيث أن أصدقائه يذهبون إلى المدرسة بالسيارات الفخمة ، أما هو فيركب دراجة والدته ويزداد سخرية أصدقائه منه .
وأخبرها أنه حتى في عيد الصينيين ، لن يتمكن من شراء ألعاب أو ثياب جديدة مثل أصدقائه ، وظل هوك يبكي بحرقة ويصرخ في وجه والدته ويتهمها بالتقصير فى حقه .
نظرت إليه والدته وقالت له : إذن ماذا تريد منى أن أفعل ؟فقال لها : إعملي بجهد حتى لا نصبح فقراء مجدداً ، واجلبي المزيد من المال لنصبح أغنياء .فقالت له : إن كنت بتلك السهولة تظن أنه يمكننا أن نحصل على المال ، فاتبعني غداً لعملي .فقال لها هوك : لنذهب معًا .
في صباح اليوم التالي ، استيقظ هوك ليذهب مع والدته إلى العمل ، قادت الأم الدراجة مسافة طويلة حتى وصلت إلى غابة بعيدة بها أشجار المطاط ، فشعر هوك بالتعب من طول المسافة فجلس تحت أحد أشجار الغابة ، يتأمل والدته وهي تعمل .
حيث رأى كيف تقوم والدته بجمع المطاط من سيقان الأشجار ، فتقوم بربط وعاء في ساق كل شجرة ، وتنتظر حتى يمتلئ الوعاء بالمطاط ثم تقوم بجمع الأوعية ، وسكب المطاط في حاويات كبيرة تحملها على كتفها ، وتنقلها على الدراجة ثم تعود للعمل .فهو عمل شاق للغاية ، ولا تمكث والدته دقيقة واحدة بل ، حاول هوك حمل أحد الحاويات ، ولم يستطع لكن رأى والدته تحمل حاويتان معاً ويبدو عليها التعب .
فكر هوك في داخله وتذكر ما طلبه من والدته بالأمس ، حين قال لها عليها أن تعمل بجهد وفى تلك اللحظة علم هوك ، أن العمل بجهد هو كل ما تفعله والدته في حياتها . انتهى اليوم الشاق وعاد هوك مع والدته إلى المنزل .وقال لوالدته : أمي ، أنا أسف ، ووعد والدته أنه سيجتهد في دراسته .