قصة فيل أبرهة
قال تعالى: ” ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل” (سورة الفيل: الآية1).
قبل ولادة النبي صلى الله عليه وسلم، كانت اليمن تخضع لحكم الأحباش،وكان ” أبرهة الحبشي و اليا على تلك البلاد من قبل ملك الحبشة، وكان “أبرهة” أسود البشرة، مجعد الشعر، ضخم الجسم، قد شقت إحدى شفتيه ، ولذلك عرف ” بأبرهة الأشرم”.
كان “أبرهة” على دين رؤسائه من ملوك الحبشة نصرانيا متعصبا. أما العرب في أهل اليمن فكان ولاؤهم للبيت العتيق في مكة أم القرى، وكانوا مع بداية كل موسم للحج يشدون الرحال إلى الكعبة زائرين معظمين.
فقال أبرهة: لأصرفن عرب اليمن عن هذا البيت ولن يكون ولاؤهم إلا لي وحدي.
فكر أبرهة في إقامة كنيسة عظيمة، وأشرف بنفسه على إنجازها حتى أًصبحت تحفة رائعة.
ورغم ذلك لم يتأثر أهل اليمن وظلوا عاكفين على معتقداتهم معظمين البيت العتيق.
اغتاظ أبرهة أشد الغيظ، وأقسم ليهدمن بيت العرب، وأخبر ملك الحبشة بعزمه ونيته، ثم حشد أ[رخة آلافا من الجند بكامل عدتهم من أدوات وسلاح، ثم خرج بهم من عاصمة ملكه.وجعل في مقدمة جيشه فيلا ضخما ما رأت عيون البشر مثيلا له،كان الهدف من وجود هذا الفيل في مقدمة الجيش استخدامه في هدم الكعبة، وذلك بنطحها برأسه.
عرفت بعض قبائل العرب بنية أبرهة وقصده مكة ، فعزم زعماؤها على الوقوف في وجه هذا الطوفان الزاحف، فوقعت بينهم وبين جيش أبرهة بعض المعارك المحدودة، إلا أنها باءت بالفشل.
ظل أبرهة ماضيا في طريقه مع جيشه يهدم السدود والحواجز، ويترك من ورائه الدمار والخراب حتى أصبح قريبا من مكة المكرمة.
كانت قريش في ذلك الحين قد استجابت لنصيحة شيخها ” عبد المطلب بن هاشم”، فتحركت بمجموعها إلى شعاب الجبال طلبا للأمان،وقررت عدم التصدي لجيش أبرهة،، أو الدخول معه في حرب خاسرة سلفا.
وصادف أن سطا جند أبرهة على قطيع من الإبل يخص ” عبد المطلب”، الذي أسرع إلى لقاء أبرهة كي يسترد إبله، فسمح له باللقاء.
دخل عبد المطلب، ومن غير تردد عرض مطلبه بأن ترد له إبله، فنظر أبرهة إلى عبد المطلب بدهشة وتعجب، وقال: لقد ظننت أنك جئت للحديث معي من أجل الكعبة.
فقال عبد المطلب: الإبل أنا صاحبها والمسئول عنها، أما ابيت “الكعبة” فإن له رب يحميه.
أمر أبرهة برد إبل عبد المطلب له، واستعد للهجوم على مكة، وأصدر أمره لبعض أعوانه أن يوجهوا الفيل نحو الكعبة، لكن الفيل لم يتزحزح من مكانه رغم تساقط العصي الغليظة عليه، ورغم وخزه برؤوس الرماح.
وما هو إلا وقت يسير حتى احتجب نور الشمس عن الأرض، وجاءت اسراب من الطيور المتلاحقة.
حملت أسراب الطيور في مناقيرها وأٌقدامها حجارة ملتهبة ترمي بها جنود أبرهة كلهم،وأًصبح كيد أبرهة في تضليل.
وتساقط جنوده واحدا إثر الآخر قتلى كأنهم العصف المأكول، حتى هو نفسه أصيب بالذعر ثم مات.