قصة في بيتنا قطة
في بيتنا قطة وجدتها ذات يوم وهي صغيرة تائهة بين الشوارع, وهي الآن تعيش معنا ولا تغادر البيت أبدا لكن القطط تزورها وتبقى معها وقتا طويلا في الحديقة وتشاركها ما نعد لها من طعام.
أحضرت لها كوخا صغيرا من خشب لتسكن فيه وتنام, لكنها فضلت التنقل من مكان الى مكان, أحيانا تنام أمام البيت وأحيانا تنام على سطح سور الحديقة, وأحيانا أجدها تحت سيارتي, فتركتها تعمل ما تشاء.
وهكذا عاشت معنا آمنة مطمئنة تأكل ولا تشبع, حتى جاء يوم حملت فيه ثم وضعت أربعة قطط صغيرة مختلفة ألوانها, فرحت زوجتي بالقطط الصغيرة الأربعة, هيأت لها فراشا للنوم وصحنا تملأه دائما بالحليب, القطة الكبيرة تخاف على القطط الصغيرة, تنقلها من مكان الى مكان, القطط الصغيرة تكبر يوما بعد يوم وبدأت تمشي وتجري وتقفز وتلعب..
وفي يوم من الأيام جلست في الحديقة أقرأ كتابا وأمامي القطة الكبيرة تلعب مع القطط الصغيرة, القطة الكبيرة تسلقت جدار السور وجلست على سطحه وأخذت تنادي القطط الصغيرة تطلب منها أن تتسلق جدار السور, لكن القطط الصغيرة خافت وبقيت في مكانها, هبطت القطة الكبيرة وحملت واحدا منها بأسنانها وتسلقت جدار السور وعندما وصلت الى منتصف الجدار رمت القط الصغير فسقط على الأرض, ثم حملت القط الصغير الثاني وبعده الثالث وبعد الثالث حملت الرابع, تحمل كل واحد ألى منتصف الجدار ثم تتركه يسقط على الأرض, ثم جلست على سطح السور وأخذت تنادي عليهم, عرفت انها تعلمهم كيف يتسلقون الجدار.
بدءوا يحاولون الواحد بعد الآخر والقطة الكبيرة تراقبهم وهي على سطح السور, حاولو وسقطو ثم حاولو وسقطو وهم يصيحون يطلبون المساعدة من امهم لكن القطة الكبيرة لم تساعدهم, مرة بعد مرة والقطط الصغيرة تحاول ولا تنجح, أخيرا نجح واحد منها وتسلق جدار السور ووصل الى أمه, ثم تشجع الثاني وتسلق الجدار ثم تبعه الثالث وبعد الثالث تسلق الرابع, الآن القطة الكبيرة مع القطط الصغيرة على سطح سور الحديقة, فجأة دفعتهم بعيدا عنها فسقطو على الأرض وهم يصيحون, وبعد قليل بدءوا يتسلقون جدار السور وهذه المرة تسلقوا الجدار بسرعة.
ماذا نفهم من هذه الحكاية..؟