قصة قاطع الحجر
قصة قاطع الحجر – توتي توتي
يُحكى في قديم الزمان وسالف العصر والأوان ،أن سلمان كان عاملاً ماهراً، وكان الجميع يأتون من كل الأماكن ليشاهدوا أعماله ويشتروا ما يصنعه، كان عمله صعباً جداً وكانت ملابسه متّسخة.
في أحد الأيام الحارّة، وبينما كان يعمل، شعر بالنعاس فاستسلم ببطء للنوم.مرّ موكب الملك بجانبه ترافقه الطبول والأبواق، قال سلمان في نفسه: “كم سيكون رائعاً أن أصبح ملكاً! كنت أتمنى أن أكون ملكاً بدلاً من قاطع للحجر .فجأة، أصبح سلمان في الموكب مرتديا ثياباً حريرية فخمة ويداه ناعمتان.استمتع بوجوده في الموكب، ولكن الشمس أصبحت حارّة أكثر، فأمر الموكب بالاستراحة قليلاً في الظل.أتى قائد الحرس الملكي وقال له: عذراً يا سيدي، لقد أمرتني فخامتك بأن نصل للقصر بأسرع وقت ممكن قبل المغيب .
استسلم سلمان أكثر للنوم ، واستمر الموكب بالسير، ولكن الطّقس أصبح حارّاً جداً.قال سلمان : الشمس أقوى من الملوك، أتمنى أنني شمس بدلاً من ملك .وفي لحظة، وجد نفسه عالياً في السماء، ولكنه لم يعلم مدى قوّته، وبسبب الحرارة العالية التي كان ينشرها، تبخّرت بحيرة كبيرة وتحوّلت إلى غيمة غطّت الأرض، ولم يتمكن من اختراقها بأشعته الشمسية .فقال : يبدو أن الغيوم أقوى من الشمس، أتمنى أن أصبح غيمة .هنا، أصبح يتجول في الهواء، ممطراً على الأرض، غامراً الأشجار والمنازل .ولكنه عجز عن تحريك صخرة ضخمة، أمطر وأمطر، وفاضت المياه حول الصخرة ولكنها لم تتحرك .فكر سلمان قاطع الحجر فقط من يستطيع تغيير الصخرة بمهارته، أتمنى أن أصبح قاطعاً للحجر بدلاً عن غيمة .
وهنا عاد سلمان مرة أخرى، عاد لعمله كقاطع حجر يشكّل الحجارة ويغير من شكلها.
اقتنع بقوة دوره في الحياة وكان يغني وهو يعمل .
فكلنا لنا دور مهم في الحياة فقط القناعة ما نحتاجه يا رفاقي .
error: النسخ ليس ممكناً