قصة كيس البصل – توتي توتي
يُروى أن رجلاً من القرى أراد الزواج من ابنة رجل تقي وغني جداً في قرية مجاورة، فشد الرحال وذهب لخطبتها عابراً النهر الفاصل بين القريتين، وبعد وصوله تم الترحيب بهِ وبات ليلته عندهم ،ورآته الفتاة فاعجبت بهِ .
وفي اليوم التالي تقدم لخطبتها من أهلها بعد أن أكرموه وضيوفه حق الضيافة ،فوافق الأب بعد موافقة ابنته، وبارك الزواج ولكن مقابل مهر لابنته عبارة عن كيس من البصل .!
وافق الشاب وهو مستغربا أمر كيس البصل فعائلتها غنية جداً فكيف يكون مهرها كيس بصل !
أحضر الشاب كيس البصل وتم الزواج بالفعل في عرس كبير لم يرى مثله في حياته وعاد بعروسه لأهله .وبعد أن مر أكثر من عام ،اشتاقت الفتاة لأهلها، و طلبت من زوجها، زيارتهم، خاصة أنه قد أصبح لديها طفلاً رضيعا .كان لابد له أن يعبرا نهراً يقطع بين قريتهم وقرية أهلها ،فحمل الرجل طفله، وتركها وراءه ، تقطع النهر وحدها، فزلت قدمها وسقطت فجأة .وعندما استنجدت به، رد عليها : أنقذي نفسك فما ثمنك إلا كيس من البصل .إلا أن الله سبحانه أرسل إليها من أنقذها ، لتعود إلى أهلها تحكي لأبيها ما حصل معها .عندها قال الأب لزوج ابنته خذ طفلك ولا تعد إلينا إلا و معك كيسا من الذهب .مرت الأيام والطفل بحاجة لأمه، و كلما حاول الزواج بأخرى كان الرفض يسبقه لأن زوجته الأولى وأهلها ذوي سمعة طيبة جداً، و ما حصل من سوء تفاهم بين الزوجين سيكون حتما هو سببه لأن كل أهل القرى يعرفون خلق الفتاة وعائلتها .
أما الزوج عندما لم يستطع الزواج كان لابد له أن يجمع كيسا من الذهب ليستطيع استرجاع زوجته . و فعلا مر عام اشتغل فيها الزوج ليل نهار حتى استطاع أن يملأ الكيس ذهبا .وذهب إلى أهل زوجته ،وعندما قدم كيس الذهب لزوجته و أهلها ، وافق الأب أن تعود ابنته إلى بيت زوجها .في طريق العودة و عندما أرادت أن تضع رجلها في الماء لتعبر النهر قفز سريعا ليحملها على ظهره ،و يعبر بها النهر قائلا :زوجتي أنت غالية، و مهرك يقصم الظهر، فقد دفعت فيك ذهباً.!عندما سمع الأب بذلك ضحك و قال: عندما عاملناه بأصلنا خان ، و عندما عاملناه بأصله صان .!
إذا أكرمت الكريم ملكتهُ … وإذا أكرمت اللئيم تمردا
error: النسخ ليس ممكناً