قصة مجنون ليلى قيس بن الملوح
يحكى أن قيس بن الملوح و ليلى بنت مهدي بن ربيعة بن عامر كانا أبناء عمومة وتربيا معا منذ الصغر حتى أنهما كانا يخرجان لرعي الأغنام معا فأحبا بعضهما منذ الصغر و لكن عندما كبرت ليلى حجبت عن قيس و لم تعد تراه كثيرآ كعادة العرب قديما ،فعندما تكبر الفتاة لا تخرج للغرباء ابدا و تحجب و قد سبب ذلك حزنا كبيرا لقيس و زاد اشتياقه و حبة لها يوما بعد يوم.مرت الأيام و بقي الوضع هكذا و حب ليلى يزداد في قلب قيس و يتغلغل في أعماقه يوما يعد يوم حتى هام قيس على وجهه في الصحراء و بدأ يتغنى بأجمل الأشعار و ألحان الغزل في حب ليلى فكتب أجمل الأشعار التي خلدها التاريخ و بعد ذلك قرر قيس التقدم لخطبتها فجمع لها مهرا كبيرا جدا و لكن أهلها قد رفضوه وذلك بسبب انتشار قصة حبه لها و تغنيه باسمها في شعره و هذا ما ترفضه عادات العرب و تقاليدهم لاعتباره عار على العائلة.
و لكن هناك بعض الروايات الأخرى تقول أن السبب الحقيقي وراء رفض والد ليلى لقيس هو بعض الخلافات بينه و بين والد قيس لأن عائلة ليلى كانت تظن أن عائلة قيس قد ظلمتها في حقها بالميراث حتى أن أبا ليلى لم يجد ما يطعم به أهل بيته و لكن أغلب المؤرخين يرجحون صحة الرأي الأول في رفض قيس وهو جنونه بليلى وأنه غير متزن عقليا ..
تبع ذلك بفترة وجيزة زواج ليلي من تاجر ثري نبيل الأصل من قبيلة ثقيف بالطائف ،كان وسيما مع بشرة حمراء ويدعى “ورد الثقفي” ،أسماه العرب ورد كما الزهرة الحمراء …
عندما سمع المجنون بزواجها هرب من مخيم القبيلة هائما في الصحاري المجاورة ،تخلت عائلته عن أملهم في عودته ،كانوا يرونه أحيانا يتلو على نفسه أبياتا من الشعر أو يكتب بالعصا على الرمال ،فقد أصبح يطارد الجبال ويمزق الثياب ويستوحش من الناس ويكلم نفسه ،وهل بعد ذلك إلا الجنون!!
انتقلت ليلى مع زوجها لمكان في شمال جزيرة العرب ،حيث مرضت وماتت هناك ،وفي روايات أخرى أنها ماتت من حسرة قلبها لعدم تمكنها من رؤية معشوقها الأبدي قيس بن الملوح…
وقيل أن قيس تعلق بأستار الكعبة وهو يدعو الله أن يريحه من حب ليلى ،وقد ضربه أبوه على ذلك الفعل ،فأنشد:
ذكرتك والحجيج له ضجيج …بمكة والقلوب لها وجيب …فقلت ونحن في بلد حرام…به لله أُخُلصت القلوب …أتوب إليك يا رحمن مما …عملت فقد تظاهرت الذنوب…وأما من هوى ليلى وتركي …زيارتها فإني لا أتوب …وكيف وعندها قلبي رهين …أتوب إليك منها وأنيب …
وعاد للبرية لا يأكل إلا العشب وينام مع الظباء ،إلى أن ألفته الوحوش وصارت لا تنفر منه كما يرد في القصة “الأسطورة” وقد بلغ حدود الشام ،وكان يعرف علته برغم “جنونه” فقد رد على أحد سائليه بقوله :
كان القلب ليلة قيل يُغدىبليلى العامرية أو يراحُقطاة عزها شرك فباتتتجاذبه وقد علِق الجناح .
تم لاحقا العثور على المجنون ميتا في البرية بين الأحجار في الصحراء عام 688 قبل الميلاد بالقرب من قبر ليلى ،وحمل إلى أهله فكانت نهاية مأساوية.
وقد خط قبل موته بيتين من الشعر تركهما وراءه وهم آخر قصائد منسوبة له :
تَوَسَّدَ أحجارَ المهامِهِ والقفرِوماتَ جريح القلبِ مندملَ الصدرِفيا ليت هذا الحِبَّ يعشقُ مرةًفيعلمَ ما يلقى المُحِبُّ من الهجرِ
قصة حب مأساوية لحب لم يمت حتى يومنا هذا ” قصة المجنون بليلاه ”
أمر على الديــــــار ديار ليـلى … أقبل ذا الـــــــجدار وذا الجداراوما حب الديار شـــــغفن قلبي … ولكن حب من ســـــــكن الديارا