قصة ميمون والقلم المسحور
كان يا ما كان في قديم الزمان ، كان هناك رسام موهوب يسمى ميمون يسكن في قرية صغيرة جدًا ، وكان ميمون بارع جدًا في الرسم ، لذلك كان يرسم لوحات جميلة ويبيعها لكسب المال منها.
كان يرسم الفواكه والخضروات والوجوه وكل شيء فيبدو وكأنه حقيقي ، ولكن لأن القرية كانت صغيرة جدًا فإن ميمون كان يبيع عدد قليل من اللوحات وكان يريد كسب الكثير من المال ، ففكر أن ينتقل من تلك القرية ليذهب إلى قرية أكبر من قريته فيستطيع أن يبيع فيها الكثير من اللوحات ..
ولإنه كان يعيش وحيدآ إعتاد ميمون أن يذهب كل يوم إلى الغابة ويجلس فوق صخرة تحت شجرة كبيرة ، وكان يتحدث إلى الشجرة وكأنها تسمعه ، وكان كلما تحدث إلي الشجرة تقوم بهز أوراقها وكأنها تسمعه وكان ميمون يحب أن يرسم الشجرة كل يوم ، ولكن ما لا يعرفه ميمون أن هذه الشجرة كانت منزل جنية صغيرة ، كانت الجنية تحب رسم ميمون كثيرًا وتقوم بهز أوراق الشجرة كلما تحدث إليها .
وفي أحد الأيام ذهب ميمون ليجلس على صخرته تحت الشجرة وتحدث إليها مثلما إعتاد أن يفعل ، وقال لها أنه سيغادر القرية قريبآ لأنه لا يستطيع أن يكسب الكثير من المال، عندما سمعت الجنية أنه سيرحل حزنت لأنها لن تستطيع مشاهدة رسماته الجميلة والإستماع إليه عندما يحدثها ، فأخذت تفكر في طريقة تمنعه بها من الرحيل ..
ولكن كيف ذلك ، فهي لا تستطيع أن تجعل أهل القرية يشترون لوحاته ؟ . خطرت على بال الجنية فكرة رائعة تستطيع بها أن توفر له كل ما يحتاج إليه وبذلك لا يضطر ميمون للمغادرة ..
وظلت الجنية طوال الليل تعمل لتنفيذ فكرتها ، وفي النهاية قامت بنحت قلم رائع الجمال ، ووضعته فوق الصخرة التي يجلس عليها ، عندما وصل ميمون كعادته للشجرة وجد القلم على الصخرة فتعجب من جماله ، ولكنه فكر أنه لابد له من صاحب وسيعود للبحث عنه ، فوضعه فوق الصخرة وانصرف . وفي اليوم التالي عندما وصل ميمون إلى الشجرة وجد القلم فوق الصخرة فحمله ، وقال بالتأكيد هذا القلم ليس له صاحب وإلا كان قد أتى ليبحث عنه.
فأخذ القلم وبدأ يرسم برتقالة بغاية الدقة ، وفجأة تلونت وخرجت البرتقالة من ورقة الرسم ، تعجب وظن أنه يحلم ، وقرر أن يرسم شيء أخر ، وفي تلك المرة رسم تفاحة جميلة ، وفجأة أصبحت التفاحة حمراء وخرجت من الشجرة فأخذها ميمون وأكلها ووجدها حقيقية مثل البرتقالة ، فعاد إلى منزله مسرعًا وهو متعجبأ مما حصل ..
عندما وصل إلى المنزل فكر أن يرسم ثمرة مانجو ، ولكنه كان يريد أن يرسم بسرعة فخرج الرسم على شكل دائرة ولم تكن تشبه المانجو ، فجلس حتى هدأ ثم بدأ يرسم مرة أخرى ولكن تلك المرة أتقن الرسم فخرجت له من الورقة ثمرة المانجو ..
وقد أدرك أن عليه أن يتقن الرسم حتى يتحول إلى حقيقة ، وقام برسم كل ما يحتاج إليه من طعام وملابس وأثاث وحتى زهور لمنزله . ولم يعد يحتاج لأي شيء ، وفكر أنه يمكن أن يساعد أهل قريته بهذا القلم السحري ، وبالفعل ذهب إليهم وأخبرهم عن القلم ، لكنهم سخروا منه في البداية ، فقال لأحد أصدقائه سوف أرسم لك الجرار الذي كنت تحتاجه ، وبالفعل تحول الجرار إلى حقيقة ، فتعجب أهل القرية ، وبدئوا يطلبوا ما يحتاجون إليه .
وذات يوم أتى رجل شرير إلى القرية ، وسمع بقصة ميمون والقلم المسحور ، فذهب إلى بيت ميمون وإنتظره خلف شجرة قريبة من بيته ، وعندما خرج ، قام الرجل الشرير بإختطافه وقيده وأخذه بعيدًا ، ثم طلب منه أن يرسم له أموال كثيرة .
ولكن ميمون كان خائفًا فارتعشت يده ولم ترسم سوى صخور . غضب الرجل الشرير وقام بأخذ القلم وبدأ يرسم ، ولكنه لم يكن يجيد الرسم لذلك بدلًا من النقود رسم خطوط على شكل ثعبان ، وخرج الثعبان من الورقة ، فخاف الشرير ورمى القلم والورقة ، ففكر ميمون سريعًا وأخد القلم ورسم حبال وحفرة وعندما خرجت الحفرة والحبال من ورقة الرسم وقع فيها الشرير عندما حاول الهرب بعد ذلك قال ميمون أن هذا القلم المسحور إذا وقع في أيدي شريرة فقد يستخدم للشر ، لذلك ذهب إلى الصخرة التي وجده فوقها وقام بدفنه هناك وقرر ألا يعود إلي تلك الصخرة والشجرة مرة تانية.
وعاد إلى بيته وقرر أنه لن يغادر القرية وبدأ برسم الكثير من اللوحات بأقلامه العادية البسيطة لبيعها وكسب عيشه منها ويعتقد أن القلم مازال مدفون تحت الصخرة حتى الآن .