قصص أطفال في الغابة “الفتاة وشيطانا الغابة المهجورة”
إن قصص الأطفال كثيرة ومتنوعة ولها فوائد متعددة لما بها الكثير من الفوائد والحكم والعبر اللامتناهية، يوجد العديد من الأطفال الذين يمتلكون قصصا في غاية الروعة بالغابات.
قصة الفتاة وشيطانا الغابة:
في قديم الزمان كانت هناك فتاة في غاية الجمال، كانت تتسم بصفات الهمة والنشاط، كانت وحيدة والدتها، يسكنا في كوخ صغير للغاية تعمل الأم جاهدة في منازل بعض الأشخاص حتى تستطيع توفير المال الكافي لإحضار الطعام لصغيرتها كل يوم، ولكن بيوم من الأيام أصاب الأم الإعياء الشديد فلم تستطع الذهاب إلى عملها الذي اعتادت عليه، فاضطرت الفتاة للعمل لتتمكن من توفير المال اللازم لعلاج والدتها المريضة وقوتهما، لقد كانت الفتاة في غاية الذكاء والفطنة على الرغم من صغر سنها، ففكرت في عمل تستطيع منه كسب المال الكافي فعهدت إلى الغابة فوجدت فيها الكثير من الحطب فقامت بتجميعه كله وربطته وذهبت به إلى القرية فباعته كله، ومن ثم أحضرت الطبيب إلى والدتها حتى تتعافى من مرضها الذي أنهك جسدها الهزيل؛ وكل يوم باتت الفتاة تذهب إلى الغابة لجمع الحطب والذي تقوم ببيعه فيما بعد، ولكن بالغابة كانا يسكن شيطانان يريدان التكفير عن كل ما بدر منهما من أعمال شريرة فقررا مساعدة تلك الفتاة المسكينة في تجميع الحطب، وباليوم التالي حينما قدمت الفتاة وجدت كل الحطب قد تم جمعه وربطه فظنت أن أحدا آخر قد سبقها للغابة وقام بفعل ذلك، فتركته ورحلت بحثا عن عمل آخر لتتمكن من جلب الأموال حيث أنها كانت على قدر المسئولية التي أوكل إياها القدر.
العجوز وأكاليل الزهور:
وأثناء بحثها الدءوب وجدت امرأة عجوز تجلس أمام منزلها تقوم بعمل أكاليل من الزهور الجميلة، ولكن الفتاة لاحظت أن يد العجوز ترتعش أثناء ربط الزهور وأنها بطيئة في عملها للغاية بحكم طول عمرها، فذهبت الفتاة مسرعة إلى العجوز وطلبت منها مساعدتها في العمل مقابل أجر كما تريد أن يكون، فرحت العجوز فرحا شديدا وعلمتها طريقة عمل الأكاليل وأعطتها السلة المليئة بالزهور والورود الجميلة العطرة وانصرفت على أن تأتيها فتجدها أنهت كل الزهور بالسلة ومن ثم تذهب لتبيعها بالسوق مقابل نصف المال الذي ستجنيه، بدأت الفتاة في العمل بكل جهد وإتقان ولكن في هذه الأثناء كان الشيطانان يبحثان عن الفتاة لمساعدتها فقد أحسا بالذنب لقاء ما تركت الحطب ظنا منها بأنه ملكا لشخص آخر، وأخيرا عثرا عليها وقررا أيضا مساعدتها في عملها، فكل ما أخذت الفتاة زهرة لتربطها بالإكليل وضعا الشيطانان زهرة بديلة ظنا منهما بأنهما بهذه الطريقة يساعداها، وبعد فترة حضرت العجوز فوجدت سلة الزهور مليئة كما تركتها فوبخت الفتاة ظنا منها بأنها لم تعمل كما أمرتها، ولكن الفتاة بالفعل كانت أنهت الكثير من الأكاليل والتي عندما رأتها العجوز دب الخوف في قلبها إذ أنها ظنت بأن الفتاة شيطان وليست ببشرية فقامت بطردها على الفور.
صناعة الألعاب الطينية:
فكرت الفتاة في خطة بديلة لكسب الأموال فعهدت إلى مهنة أبيها الراحل، لقد كان أباها يصنع ألعابا من الطين ويقوم بزخرفتها ليجعلها في غاية الجمال، فقامت الفتاة الذكية بجلب المعدات والأدوات اللازمة وقد ترك والدها كل ما يلزمها للبدء في العمل، وقامت بصناعة العديد من الألعاب الجميلة وفي هذه المرة أيضا أحب الشيطانان مساعدة الفتاة والتكفير عن كل ما بدا منهما، فقام الشيطان الأصغر بالتنكر في صورة عصفور صغير ودخل قصر الملك وقام بسرقة جوهرة غالية ووضعها للفتاة في الطين، الفتاة لم تنتبه للجوهرة ووضعتها بداخل لعبة من الألعاب التي صنعتها، وبعدما أنهت عملها ذهب للسوق لبيعه، وبالفعل باعت كل الألعاب التي معها وربحت الكثير من النقود، أما عن اللعبة التي بها الجوهرة فقد باعتها لابنة الملك الصغيرة، وفي هذه الأحيان كان الملك وكل خدمه يبحثون في القصر عن تلك الجوهرة الثمينة ويشاء الله أن أخ ابنة الملك يتعارك معها من أجل اللعبة الجميلة فتسقط اللعبة وتنكسر وتصبح فتات من بينها تظهر الجوهرة، فيسأل الملك عن بائعة الألعاب فتأتي ويسألها عن الجوهرة فتجيب بنفيها، فيعطيها الملك جائزة قيمة تحوي الكثير من الأموال والذهب وتتحول حياتها من الفقر إلى رغد العيش ويشفي الله سبحانه وتعالى لها والدتها.