قصص القران للأطفال بالصور، قصة أصحاب الكهف وإنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى
قصص القرآن للأطفال بالصور، ومن أجمل تلك القصص قصة أصحاب الكهف الذين ضرب الله بهم مثلا ما أروعه في قدرته على الإحياء والبعث، فعلى كل امرئ أخذ العبرة والعظة من مثل تلك القصص لينتهج بنهج السابقين لينال أسمى المراتب عند الله والفوز بجنانه.
قصة أصحاب الكهف:
في زمن بعيد قبل ظهور الإسلام بإحدى المدن التي عم بها الشرك بالله والجحود بأنعمه، فكانوا أهلها يعبدون الأوثان من دون الله؛ وبيوم من الأيام خرج أهل المدينة احتفالا بأحد أعيادهم التي يتقربون فيها من أصنامهم بالذبح وخلافه من أمور شركية، وأثناء الاحتفال اجتمعا اثنان من الأصدقاء.
الأول: “ما الذي أجلسك هنا وحيدا يا صاحبي بعيدا عن أهلك، وما الذي منعك من التقرب والتودد لآلهتنا المقدسة؟”
الثاني تذبذب في كلامه قائلا: “أنا؟!”
الأول: “نعم، لما أنت هنا وحيدا، ما السر ورائك أتكتمني سرا وأنا صديق عمرك الوحيد؟!”
الثاني: “سأبوح لك بسري يا صاحبي، ولن أكتمك شيئا يكن في قلبي، إن عقلي ينكر أفعال قومي، ونفسي لا تتقبله؛ فلا تخبر أحدا من قومي فيعذبونني أو يقتلونني”.
الأول: “إنني مثلك يا صاحبي، فقد هداني الله لطريقه المستقيم لأعبده دونا عن سواه، ولكن أخبرني كيف اهتديت لوحدك؟!”
الثاني: “وكيف لي ألا أهتدي وآياته تعج بها السماوات والأرض من حولنا”.
الأول: “الحمد لله الذي هدانا لعبادته وحده لا شريك له، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله؛ هيا بنا لأعرفك بأصدقائنا في الله”.
افتضاح أمرهم:
كان الفتية من أشراف القوم ومن خيرهم، تكتموا أمر دينهم خشية من بطش قومهم الجبارين، ولكن لم يدم سرهم طويلا إذ افتضح لدى الملك الذي بعث إليهم برسله وجنوده وحذرهم إن لم يرجعوا إلى دينه ودين قومه ليعذبنهم عذابا شديدا وليقتلنهم، وأعطاهم فرصة ليتشاوروا في أمرهم لمدة يوم.
قرار حكيم:
آثر الفتية الاحتماء بكهف مظلم خارج المدينة والهروب من بطش الملك وجبروته على أن يعودوا لدين الوثنية من جديد بعد أن هداهم الله لدينه الحق، وتبعهم كلب أثناء رحلتهم، فقال تعالى في شأنهم: ” إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا”، فنام الفتية في الكهف من تعب الطريق الطويل.
قدرة الله على الإحياء والبعث:
فضرب الله سبحانه وتعالى على آذان الفتية فناموا سنين طويلة بالكهف، فقال تعالى: ” وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا”؛ ثم بعثهم الله فتساءلوا عن مدة نومهم ثم جمعوا نقودا ليجلبوا بعض الطعام من المدينة، وحرصوا ألا يراهم أحدا من المدينة خشية من الملك، قال تعالى: ” وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا”.
صدمة الفتية:
أثناء شراء أحد الفتية الطعام بنقوده علم من التاجر أنها عملات قديمة ونادرة كانت تستخدم أيام عصر الملوك الطغاة الذين أبادهم الله بظلمهم وأنعم على القوم من بعدهم بنعمة الإيمان، وكان ذلك منذ أكثر من 300 عام؛ اجتمع القوم على الفتى وهم متعجبون ومندهشون من أمره فعلموا بأمره وأمر فتية الكهف، إنهم الفتية الذين هربوا من ملكهم الظالم بسبب إيمانهم بالله، وقد بحث عنهم طويلا ولكنه لم يستطع إيجادهم؛ وعندما علم الفتية بما حل بهم وبأهلهم دعوا الله مخلصين له الدين بأن يقبض أرواحهم ليجاوروه، فاستجاب الله لهم، وبقيت قصتهم آية الله على قدرته على البعث على مر العصور.