قصص عالمية جديدة جدا قصة ماريان والفرشاة السحرية العجيبة من التراث الصيني
تعددت القصص العالمية وكثرت في زماننا، ولتلك النوعية من القصص فوائد متعددة حيث أنها:
تحمل لنا قيما تربوية من عصور زمنية مختلفة وبيئات متعددة.
تساعدنا على الاستفادة من ثقافات بلاد بعيدة، ونشر تلك الثقافات على مدى واسع.
وللقصص بوجه عام فوائد كثيرة، إنها تساعد أطفالنا على توسيع مداركهم العقلية والحسية، وتساعدهم في تكوين حصيلتهم اللغوية السليمة، وتحببهم في القراءة من نعومة أظافرهم.
قصص عالمية مميزة
القصص العالمية كثيرة وعديدة وكل قصة من تراث يختلف عن الآخر، ومنها:
ماريان والفرشاة السحرية
يحكى في قديم الزمان أنه كان يوجد صبي مجد في عمله، اسمه “ماريان” كان يعمل في الغابات حيث يقطع أشجارها ليبيعها بالسوق ليكسب قوت يومه؛ وبيوم من الأيام كان “ماريان” مارا بإحدى الشوارع فرأى رجلا ممسكا بفرشاة ويرسم لوحة ما أروعها، أعجب “ماريان” برسم الرجل واستغرق ساعات طوال يحدق في اللوحة البهية المنظر، فطلب من الرجل حينها أن يعلمه الرسم، وعندما سأله الرجل عن مقدار المال الذي سيدفعه له مقابل تعليمه، أجابه “ماريان بأنه لا يمتلك النقود، فاستهزأ به الرجل وصرفه بعيدا عنه.
رغبة وإصرار بالرغم من كل الصعوبات:
ومن شدة رغبة “ماريان” في تعلمه الرسم تعددت أساليبه في التعلم فتارة كان يستخدم غصن شجرة وتارة يستخدم إصبعه، وبمرور الأيام أتقن “ماريان” موهبة الرسم لدرجة أنه ذات مرة رسم عصفور فاعتقد الصقر بأنه حقيقي فهم ليأكله مما أثار الخوف والذعر بقلب الصبي الصغير؛ وبيوم من الأيام نظر إلى السماء بقلب حزين وتمنى فرشاة وألوانا لكي يتمكن من الرسم مثل الرجل الذي رآه، فأضاء من السماء نورا شديد السطوع خرج عقبه رجل غريب الهيئة فقال لماريان: “لقد اجتهدت كثيرا وبالرغم من كل الصعوبات التي واجهتها تعلمت الرسم ومن أجل ذلك سأعطيك تلك الفرشاة”.
حلم أم علم:
اعتقد “ماريان” بأنه كان يحلم قرب بزوغ الشمس ولكنه وجد الفرشاة بيده، فهم برسم ديك على الحائط لقد كانت الفرشاة ترسم دون أن تحتاج إلى ألوان، وكل ما ترسمه يصبح حقيقة؛ سارع “ماريان” في مساعدة كل الفقراء المحتاجين بأن يرسم لهم كل ما يحتاجونه فيصبح حقيقة.
القاضي الجشع:
كان في البلدة قاضٍ جشع قد سمع بحكاية “ماريان” فأرسل إليه جنوده ليحضروه إليه، وعندما جاءه “ماريان” طلب منه القاضي أن يرسم له جبلا من الذهب ولكنه رفض أن يلبي أمر القاضي فزجه بالسجن؛ وعندما دخل السجن “ماريان” وجد كثير من المظلومين أمثاله فيه، فسارع برسم باب على إحدى الجدران مما أعطاهم فرصة الهرب جميعا إلا “ماريان” الذي تمكن الجنود من إلقاء القبض عليه قبل الإفلات منهم.
حيلة ذكية:
قام القاضي بأخذ الفرشاة السحرية من “ماريان” ووضعه بالسجن من جديد، وأعطاها لرسامه الخاص ليرسم له جبلا من الذهب، وبالفعل نفذ الرسام طلب سيده ولكن الصورة لم تصبح حقيقة بالرغم من أن الرسام استخدم فرشاة “ماريان” السحرية العجيبة؛ فأرسل القاضي جنوده إلى “ماريان” ليحضروه من السجن وبعدها طلب منه تنفيذ طلبه ليطلق سراحه، فوافق الصبي الصغير ورسم جبلا من الذهب ولكن رسم بحرا كبيرا يحول دونا عن ذلك الجبل، فطلب منه القاضي أن يرسم له قاربا ليتمكن من الوصول إلى جبل الذهب الضخم، وبالفعل رسم “ماريان” القارب للقاضي، فهم القاضي وأخذ معه جنوده وركبوا القارب جميعا، وعندما أبحروا رسم “ماريان” الكثير من السحب الغزيرة الممطرة والكثير من الرياح الهوجاء، ومن بعدها صار القارب يتأرجح بهم يمينا ويسارا، وصار القاضي ينادي بأعلى صوته: “سنموت غرقا جميعا”، فتحطم القارب وصار أجزاء متناثرة في البحر، وغرق كل الجنود ولم ينجو منهم أحد إلا القاضي الذي صارع الأمواج ليصل إلى جبل الذهب الذي حلم به، ولكن وقتها دعا “ماريان” أن تصبح الفرشاة فرشاة عادية حتى لا يتمكن القاضي من العودة ثانية، وبالفعل صار الرسم مجرد لوحة جميلة معلقة على الحائط.
نهاية سعيدة:
وبعد نهاية القاضي بسبب جشعه وطمعه عاش كل أهل البلدة في سعادة ورخاء، وعاد “ماريان” إلى مهنته القديمة (تقطيع الأخشاب) وكانت كل حيوانات الغابة أصدقائه، يجد العزاء بينهم وأحبه الجميع بعد مساعدته لهم ولم يعد وحيدا؛ وأصبح بارعا في الرسم كما تمنى وبقيت معه الفرشاة ولكنها لم تعد سحرية كما كانت في البداية.