قصص عالمية جديدة مكتوبة في غاية الإفادة والعبرة
إنه في غاية الأهمية الاستفادة من ثقافات الآخرين، فهناك قصص كثيرة بها الكثير من العبر والعظات والتي تأخذ بأيدينا إلى طريق النصح والإرشاد، من قصص عالمية جديدة مكتوبة:
القصة الأولي
كانت هناك في قديم الزمان أسرة تتكون من أب وأم وثلاثة أبناء: ولدين وفتاة، كانت تلك الأسرة تعيش حياة هنيئة مليئة بالسعادة والفرح إلى أن ضاقت كل سبل الرزق بتلك البلدة فقرر الوالد السفر بعيدا والبحث عن مصدر آخر للرزق، وبعد شهر واحد أرسل الوالد رسالة فاستلمتها الأسرة ووضعتها في علبة قطيفة غالية بعدما قبلها كل فرد منهم واحدا تلو الآخر، وكلما مرت الأيام كانوا يفعلون الشيء نفسه ويقولون هذه رسالة من أغلى الأحباء ولم يقبل أحد منهم على قراءة تلك الرسالة ولا حتى الرسائل التي من بعدها .
وبيوم من الأيام قدم الأب من سفره الذي دام لسنوات طوال فلم يجد بالمنزل سوى ابنا واحدا فاندهش من الأمر فسأل مباشرة عن زوجته فأخبره ابنه الوحيد المتبقي بالمنزل “الأصغر” بكل حزن أن والدته قد أصيبت بمرض شديد ولم يجدوا المال لينفقوه على علاجها فزادت عليها علتها وماتت، فاستنكر عليه والده ما يقول وسأله متعجبا: “ألم تفتحوا رسالتي الأولى؟!، لقد أرسلت فيها المال الوفير”
فأجابه الابن بالرفض، ثم سأله عن أخيه الأكبر فأخبره الابن أنه بعد وفاة والدته انجرف مع أصدقاء السوء في طريق معوجة ولم يظهر من حينها، فاندهش الأب ثانية: “ألم يقرأ رسالتي التي أرسلتها خصيصا له من أجل أن أردعه نهائيا عن أصدقائه هؤلاء؟!، فأجابه الابن بالرفض، وسأله عن أخته وما حل بها فأخبره الابن أن هناك شابا تقدم لخطبتها وتزوجت منه وهي الآن تعيش في تعاسة تامة، فسأله والده ماذا فعلتم برسائلي ألم تكن تصلكم؟!، لقد كتبت في رسائلي تحذيرا من ذلك الشاب ومن عائلته لأنهم ليسوا على خلق ولا دين”، فأجابه الابن بعدما أحضر علبه القطيفة الغالية التي تحوي كل رسائله: “يا أبتي لقد تعاملنا مع رسائلك هكذا، وضعناها في هذه العلبة وزيناها ومن فترة لأخرى كنا نقبلها ونتذكرك من خلالها لأنها منك يا أغلى الناس”.
مغزى القصة:
كثير من المسلمين يتعاملون مع القرآن “رسالة الخالق السماوية” كحال تلك الأسرة التعسة التي تدمرت حياتهم بسبب عدم علمهم بما جاء بالرسائل، ونحن كذلك نضع كتاب الله العزيز في علبة غالية من غير دراية بما جاء فيه من منهج رباني لو اتبعناه حقا ما اعوججنا نهائيا ولصرنا على الطريق القويم.
حكاية الدببة الثلاثة قصة من التراث الإنجليزي
كان هناك ثلاثة دببة، الأكبر يعشق النوم والأوسط يحب الزهور واللعب في الحقول كثيرا أما الأصغر فيحب إتقان المهام والواجبات التي تطلبها منه والدته بخلاف أخويه الكبيرين؛ وبيوم من الأيام جمعتهم والدتهم وطلبت منهم بناء بيت لكل واحد حتى يحتموا فيه من خطر الذئب عندما يأتي، والشرط الوحيد في بناء المنزل أن يكون متينا لا بشكله ولا بهيأته .
شرع الأخ الأكبر في بناء منزله باستخدام القش فهو كسول ولا يحب العمل فأنجز بناء منزله سريعا ونام به فوجده في غاية الراحة حيث أن القش يبعث بالدفء والراحة، أما الأوسط فاستخدم في بناء منزله الخشب وجمله كثيرا وملأه بالورود والزهور الزكية وبالتالي استغرق فيه وقتا أطول من أخيه الأكبر وبمجرد انتهائه من البناء قام بدعوة كل أصدقائه للعب معه، ومازال الأخ الأصغر يعمل جادا في بناء منزله الذي أراده أن يكون في منتهى المتانة كما طلبت والدته واستغرق فصل الخريف وفصل الشتاء كاملين في بناءه وبمجرد حلول فصل الربيع كان قد أنهى البناء وعلى الرغم من شدة صقيع الشتاء إلا أنه لم يمل ولم يتعب ولم يتقاعس عن أداء مهامه .
وبعد الانتهاء من المنزل سخر منه أخويه وقالا عن منزله بأنه منزل غريب وشبيه بالسجن ومن المؤكد أنه غير مريح؛ وقاطع حديثهما صوت ناقوس الخطر الذي أعدته حيوانات القرية لتفادي الأخطار منذرا بقدوم الذئب، اختبأ كل منهم في منزله، فبدأ الثعلب بمنزل الأخ الأكبر فنفخ فيه فتهدم البيت من نفخة واحدة لأنه مصنوع من القش، فاستجار الأخ الأكبر بعدما هرب من الذئب بمنزل أخيهم الأوسط، فقدم إليهما الذئب وأحب فكرة التهام الاثنين معا .
وبمجرد أن أشعل النار في منزل الأوسط أصبح رمادا، فاستجارا بأخيهما الأصغر، فأحب الذئب التهام الثلاثة معا ولكنه لم ينجح في دخول منزل الأخ الأصغر الذي عمل طويلا في بناءه وأتقنه وجعله متينا، وجاءت للذئب فكرة أن يدخل المنزل من المدخنة ولكنها ضاقت عليه فقام الأخ الأصغر بإشعالها قبل أن يتمكن الذئب من الوصول إلى نهايتها فاشتعلت به النار.