ما أروع قصص الأطفال الصغار وخاصة عندما تكون قصص أطفال ذات معنى، إنها حقا تمتعهم وتعودهم على أحلى وأقيم المبادئ والسلوكيات.
أولا/ قصة الأب البخيل وابنه الصغير:
كان هناك رجلا اشتهر ببخله الشديد وبمعاملته الحادة حتى مع ابنه الصغير والوحيد، وبيوم من الأيام جاء الابن من المدرسة يطلب من والده بكل أدب أن يشتري له كرة ولكن الأب من شدة بخله أخبر ابنه بأن عليه أن ينجح أولا بعامه الدراسي؛ انتظر الابن انتهاء العام الدراسي وفور ظهور النتيجة هم بأسرع ما لديه ليخبر والده عن نجاحه ليفي بوعده، وبالفعل وجد الأب قد جلب كرة ولكنها قديمة وعاتية وتحتاج للنفخ .
وعندما سأله الابن عن نفخها حتى يتمكن من اللعب بها أخبره والده بأنه سينفخها له إن نجح بالعام القادم؛ انتظر الابن عاما آخر وبالفعل بأول ظهور للنتيجة وبنجاحه فر مسرعا ليبلغ والده بأنه قد وفقه الله سبحانه وتعالى واستطاع أن يكون من الأوائل وطلب منه راجيا أن يفي بوعده وينفخ له الكرة حينها أشار عليه الأب البخيل بأن يبحث عن جار لهم لديه منفاخ فيستعيره بضعة دقائق حتى يتمكن الأب من نفخ الكرة وبالتالي لن يغرم شيئا .
بحث الابن الصغير بالشارع وبالشوارع الموازية ولكنه رجع حزينا أسفا حيث أنه لم يجد منفاخا عند أي أحد، وعندما عاد أخبر والده بذلك فقال الأب: “هكذا ليس أمامي سوى حل واحد وهو أن أخرج المنفاخ الذي نمتلكه وأنفخ لك به الكرة”، ذُهل الابن عندما رأى منفاخا في بيتهم فقد تعب كثيرا في البحث عليه عند عشرات الأشخاص الذين يعرفهم أو لا يعرفهم، وهنا من شدة فضبه من والده أخبره شيئا: “هل تعرف يا والدي أن مدرستنا اشتركت في مسابقة للعب الكرة، وقد وقع علي الاختيار ولو أني تدربت جيدا لأعطوني جائزة مالية قيمة مقدارها 2000 جنيه، ولو أنك يا والدي سمحت لي بالتدرب بالكرة التي طلبتها منك من العام الماضي لكنت أخذت الجائزة هذا العام حيث أنهم استبعدوني من المسابقة لعدم تمرني، أعلمت يا والدي؟!”
استشاط الوالد غضبا من نفسه وحزن حزنا شديدا ولكنه ليس على ابنه وكسرة خاطره ولكن على الجائزة المالية القيمة، فقال: “إن الجائزة تبلغ 2000 جنيه وهذا مبلغ يعادل أضعاف أضعاف أضعاف الكرة التي لم أرد أشترها لابني”.
ثانيا/ قصة طفل صغير وحاله في مراعاة الله:
بيوم من الأيام كان هناك طفلا صغيرا مارا بإحدى الشوارع وحينها وجد شيخا كبيرا يندب حظه إذ أن خروفه سُرق ولم يعلم من سرقه، فسمعه الطفل الصغير فقال للشيخ: “أنا أعلم السارق يا سيدي ولو طلبت مني أن أدلي بشهادتي في قسم الشرطة لذهبت معك الآن”، يا له من طفل شجاع علم أن الساكت عن الحق شيطان أخرس فلم يكتم شهادة أبدا، وبالفعل ذهب مع الشيخ العجوز إلى قسم الشرطة وتقدموا ببلاغ عن سرقة الخروف وأعطى الطفل الصغير كل مواصفات السارق، وبمساعدة ذلك الطفل الصغير تمكنت السلطات من القبض على اللص وأحضروا خروف الشيخ العجوز فذبحه على عيد الأضحى، وقد شكر كل من الشيخ ورجال الشرطة ذلك الطفل الصغير على تحليه بالشجاعة الكافية ومساعدته في القبض على السارق.
ثالثا/ قصة وعدنا أمنا ألا نكذب أبدا:
بيوم من الأيام كان هناك أخ وأخته يذهبون كل يوم إلى المدرسة سويا، وبيوم من الأيام ذهبا في رحلة مدرسية وكانا قد وعدا أمهما بألا يأكلا من أكل الجاهز والمعد، وألا يأكلا إلا مما أعدت لهما والدتهما من طعام شهي ولذيذ؛ وأثناء الرحلة لعبا مع صديق لهما بالمدرسة، وبعد الانتهاء من اللعب شعر جميعهم بالتعب الشديد فقال الأخ متحدثا: “الحمد لله أنني أنهيت كل دراستي بالأمس لأنني لم أكن لأستطع أن أنهيها اليوم بعد عودتي من هذه الرحلة”.
وقالت أخته: “الحمد لله أننا فعلنا ما طلبته منا والدتنا بالأمس”.
فرد صديقهم: “أنا أيضا قد طلبت مني والدتي أن أفعل ذلك ولكني أخبرتها بأني أنهيت كل واجباتي المدرسية ولكني لم أفعل، فعندما أعود من الرحلة سأنهيها كلها”.
وأثناء حديث الأصدقاء الشيق مر رجل الآيس كريم، فقال صديقهم: “سأذهب وأشتري لنا جميعا”.
فرد الأخ عليه قائلا: “لا لقد أخذت علينا والدتنا عهدا ألا نأكل إلا من الطعام الذي أعدته لنا”.
ولكن أخته قالت: “ولكنك تعلم جيدا يا أخي العزيز أنني أحب الآيس كريم جدا”.
فقال الصديق: “لا بأس فلن تعلم والدتكما بذلك أبدا، فأنا دوما أفعل ذلك ولا أخبر والدتي مطلقا”.
فردت الأخت على صديقهما قائلة: “لا لن أخلف وعدي مع أمي مطلقا، ولكني فور أن أعود سأطلب منها أن تصنع لنا البوظة ذات المذاق المنعش”
الأخ: “إن كل ما تفعله والدتنا أو والدنا إنما هو لمصلحتنا نحن”.