قصة الملك والخادم السعيد
قصة الملك والخادم السعيد – توتي توتي
يروى أنه سأل أحد الملوك وزيره في يوم من الأيام فقال : لماذا أجد خادمي سعيداً أكثر مني في حياته ؟وهو لا يملك شيئا وأنا الملك لدي كل شيء ،ومتكدر المزاج ضائعا حزينا ؟فقال له الوزير : جرِّب معه قاعدة التسعة وتسعون .فقال الملك : وماهي قاعدة التسعة وتسعون ؟قال الوزير : ضع تسعة وتسعون دينارًا في صرة عند بابه في الليل ،واكتب على الصرة مئة دينار هدية لك ، واطرق بابه، وانظر ماذا سيحدث بعدها .فعل الملك ما قاله له الوزير وأمر بوضع صرة التسعة وتسعون دينارا أمام دار الخادم ، فطرق أحد الجنود الباب وهرب بعد أن وضع الصرة ،فأخذ الخادم الصرة ودخل مسرعا إلى داره .فلما عدها قال : إنها تسعة وتسعون ومكتوب عليها مئة فكيف ذلك ،ففكر وقال يبدو أن الدينار الباقي وقع في الخارج .فخرج هو و كل أهل بيته يفتشون عن الدينار الباقي من الصرة .ذهب الليل كله وهم يفتشون فغضب الخادم من أسرته لأنهم لم يجدوا هذا الدينار الناقص وثار عليهم بسبب الدينار الناقص بعد أن كان هادئًا .وفي اليوم التالي أصبح هذا الخادم متكدّر الخاطر لأنه لم ينم الليل فذهب إلى الملك عابس الوجه متكدر المزاج غير مبتسم ناقم على حاله .فعلم الملك ما معنى التسعة وتسعون .
ننسى تسعة وتسعون نعمة وهبنا الله إياها ،ونقضي حياتنا كلها نبحث عن نعمة مفقودة !نبحث عن مالم يقدره الله لنا ،ومنعه عنا لحكمة لا نعلمها ،ونكدر أنفسنا وننسى ما نحن فيه من نِعم .
استمتعوا بالتسعة والتسعين نعمة ،واسألوا الله من فضله واشكروه على نعمه التي لاتحصى ولا تعد ولا تنسوا بالشكر تدوم النعم .
error: النسخ ليس ممكناً