قصة الأجر الكبير
في يوم من الأيام كان هناك سيدة تدعى أم محمود. كانت أم محمود تريد الخروج ،وعندما لاحظ ابنها الصغير محمود أن والدته ترتدي ثيابَها استعدادا للخروج ،تعلق محمود بذراع أمه قائلآ : أمي الحبيبة.. أرجوك خديني معك …
ارتسمت ابتسامة حنان على وجه الأم وهي تقول: ولكن خروجي اليوم في أمر خاص يا محمود.. لن أستطيع اصطحابَك معي.
تعلق بها محمود أكثر وهو يقول: أرجوك ،منذ أيام لم أر الشارع وأود أن أخرج معك.صمتت الأم لحظات قبل أن تقول : لا بأسَ.. سأصطحبك معي بشرط أن تحفظ لسانَك عن كل ما ستراه اليوم ،اتفقنا؟أجابها محمود في سعادة : أعدك ألا أخبر أحدا.. اتفقنا.خرج محمود بصحبة أمه وسارا في الطريق اتجهت الأم لمتجر صغير يبيع الخضروات فاشترت بعض الخضروات الطازجة ثم ذهبت لمحل بيع اللحوم فاشترت بعضَ اللحم ثم اتجهت لمنزل قديم في أطراف المدينة وطرقت على بابِ المنزل لحظات وخرجت امرأة عجوز للغاية ظهرها قد تقوس من الكبر وهنا صافحتها الأم قائلة : أعتذر لو كنت تأخرت قليلا عن موعدى.أجابتها المرأة العجوز : بالعكس. أيتها السيدة الفاضلة أنت لا تتأخرين أبدا عن موعدك كل أسبوع.وهنا دخلت الأم مصطحبة محمود إلى داخلِ الدَار القديمة ،فلَاحظ محمود أن الدار تكاد تكون خالية من الأثاث ومنظرها يدل على فقر المرأة العجوز وفجأة بدأت الدهشة ترتسم على وجه محمود حين رأى والدته تمسك المكنسة وتبدأ في تنظيفِ الدار باهتمام بالغ ثم أسرعت نحو المطبخ تغسل الأواني والأكواب غير النظيفة حتى أصبحت الأواني تبرق من شدة النظافة.
ما أن انتهت الأم من أعمال التنظيف حتى أسرعت إلى المطبخ وأخرجت ما أحضرته من السوق من خضروات ولحم وبدأت تطهو طعام للعجوز ساعة كاملة والأم منهمكة في إعداد الطعام وما أن فرغت من الطعام حتى غرفت للعجوز بعضَ الأطباق وقطعة لحم كبيرة وقدمتها للعجوز التي أخذت تدعو للأم بالكثير من الدعوات.
ودعت الأم ، المرأةَ العجوز على وعد بأن تأتي كعادتِها في الأسبوع المقبل وفي طريقِ العودة سأل محمود والدته في حيرة : أمي ،من هذه المرأة العجوز ولماذا تخدمينها ؟
اجابته والدته : إنها سيدة مسكينة لا عائلَ لها ،ولقد قال رسولنا الكريم إن الساعي على الأرملة والمسكينِ كالمجاهدِ في سبيل الله ،ولذا أقوم بخدمتها مرضاةً لله تعالى.
نظر محمود لأمه بإعجاب قائلا : أنت رائعة يا أمي.. رائعة حقا ،أعدك ألا أفشي سرك أبدا وأن أكون مثلك في المستقبل …