قصة سفينة غلوريا سكوت
يحكى أنه في أحد ليالي الشتاء المظلمة اجتمع مروان مع الدكتور صالح في منزله ،وبينما هم يتحدثون يقرر مروان أن يحكي لصديقه تجربته الأولى في التحقيق ،فيعود بذاكرته إلى فترة الجامعة حينما كان يدرس برفقة صديقه عادل .
ويقص مروان الحكاية على الدكتور صالح قائلًا : بعد انتهاء الدراسة دعاني صديقي عادل لقضاء شهر العطلة بمنزل والده في نورفك ،وقد كان والد عادل رجلًا ثريًا اشتغل بكثير من الأعمال وجمع حينما كان باستراليا .
في بداية العطلة كان كل شيء يسير بشكل طبيعي ،استقبال حافل وجو مميز حتى وصل رجل غريب يدعى هود ،وهو أحد معارف السيد عادل القدامى ومنذ وصل ذلك الرجل تغير حال السيد من النقيض إلى النقيض ،بدا مرتبكًا وغير مفهوم .
ولكن مع قرب العطلة على الانتهاء غادرت منزل والد صديقي ،ولكن بعد أقل من شهرين تلقيت خطابًا من صديقي يرجوني فيه بالعودة إلى نورفك ،حيث كان والده يحتضر آنذاك ،وذلك بعد تلقيه رسالة غامضة ،وحينما وصلت إلى محطة القطارات كان والد عادل قد توفى بالفعل .
وبعد حديث مطول بيني وبين عادل علمت منه أن ذلك الضيف الغريب هود ؛الذي قدم وأنا هناك قد جاء لوالده يبحث عن عمل ،ولكنه تعجب حينما رقاه والده سريعًا من مجرد بستاني إلى كبير الخدم ،ورغم سلوكه السيئ وشكوى الجميع منه لم يرفده والده ،وبعد فترة قرر هود المغادرة وانتقل إلى هامبشاير لرؤية السيد بدر ، وهو الآخر واحد من أصدقاء والده القدامى .
وبعد ذلك أخرج عادل الرسالة التي وصلت لوالده قبل أن يموت ، وأعطاني إياها وفهمت من فحواها أن والد عادل كان يتعرض للابتزاز ،حيث اتضح فيما بعد أن الاسم الحقيقي لوالد عادل كان جمال سلمان ،وقد أخطأ في شبابه باختلاس بعض الأموال من البنك الذي كان يعمل به .
ولكن تم القبض عليه وتقديمه للمحاكمة ،وتقرر إرساله إلى استراليا لقضاء العقوبة هناك ،فسافر على متن سفينة تدعى غلوريا سكوت ،وعلى متن تلك السفينة التقى جمال ببعض السجناء ،من بينهم سجين يدعى فائز فجمعت بينهم الصداقة ،وخططا سويًا للهرب لكن محاولاتهم باءت بالفشل .
ووقع على إثرها شجار عنيف أدى إلى غرق السفينة ، ومن حسن حظهم أنهم استطاعوا النجاة ضمن من نجوا بواسطة قارب صيد صغير ،وكان من بين الناجين أيضًا رجل يدعى هود ،وبعد أن استقر القارب على الأرض واصل جمال و فائز رحلتهم إلى استراليا ،وهناك قاموا بتغيير أسمائهم .
وحينما جمعوا ثروة طائلة قرر كل منهما العودة إلى إنجلترا ،وظنا أن الماضي قد انتهى من حياتهما إلى الأبد ،وبالفعل كان كل شيء يسير على ما يرام قبل ظهور ذلك المدعو هود الذي هددهما بفضح أسرار الماضي .