قصة كنز خليج سابي
كان يا ما كان في قديم الزمان ، كان هناك رجل ثري جدًا يعيش في مزرعة سابي في السويد ، وكان من ثرائه أنه تمكن من شراء نصف أراضي مقاطعة فسترجوتلاند ، ولكن للأسف لم يكن قلبه يطاوعه على إنفاق المال حتى لشراء قوته الضروري .
وبعد زمن ، عندما طعن الرجل في السن وأدرك أن حياته قد أوشكت على الانتهاء ، بدأ يفكر بما عليه فعله بثروته ، ليحول دون وقوعها في أيدي أشخاص ليسوا مثله في الحرص عليها ، وتوصل أخيرًا إلى ما اعتقد أنه قرار حكيم .
وذات يوم أحد ، وفي حين كان جميع سكان المنزل في الكنيسة ، حمل الرجل كل ما يملكه من مال ، من ذهب وفضة في عربة ذهبية وسار بها إلى خليج سابي ، حيث طمرها في أعمق حفرة ، وعندما عاد إلى المنزل ، شعر بارتياح كبير فاستلقى على السرير وعندما عاد الآخرون من الكنيسة وجدوه ميتًا.
ويُعتقد أنه بعد مرور سبع سنوات على إخفاء أي كنز تقوم الروح الحمراء بالاستيلاء عليه ، وفقًا للثقافة السائدة في السويد ، فيصبح بعد ذلك ملكًا للتنين ويظهر فوق مكانه كل ليلة لهب أزرق ، يقال أنه يشتعل عندما تقوم التنانين بتلميع كنوزها .
بعد أن مرت السنوات السبع ، أخذ ضوء التنين يظهر فوق خليج سابي ، مشيرًا للمرة الأولى إلى المكان الذي دفن فيه البخيل ثروته ، وقد بذلت الكثير من الجهود لاستعادة العربة الثمينة وحمولتها ، ولكن لم تتمكن قوة أي عدد من الجياد أو الثيران من إخراجها من الحفرة .
في ذلك الوقت ، كان هناك مزارع عائد من بيع إنتاجه في سوق سكاجرسهولم ؛ وهي بلدة صغيرة تقع في مقاطعة أورييو ، وقد وجد مأوى يقضي فيه ليلته عند رجل كهل في غابات تفيدين ؛ وهي غابة سويدية تمتد بين مقاطعتي أورييو وفسترجوتلاند .
جلس الرجلان يتحدثان في المساء ، وتطرقا في حديثهما إلى الكنز المخبأ والمحاولات الكثيرة الفاشلة لإخراجه ، حينئذ نصح الشيخ ضيفه بشراء عجلين ليس عليهما شعرة سوداء واحدة ، وأن يربيهما على الحليب خالي الدسم لمدة ثلاث سنوات ، وقال إن العجلين سيمتلكان بعد ذلك القوة الكافية ، لسحب العربة من الحفرة .
بعد مشقة كبيرة حالف الفلاح الحظ في العثور على العجلين الأبيضين المطلوبين ، وأخذ على الفور يربيهما حسب تعليمات الكهل. وذات يوم جاءت الخادمة لتقدم الحليب للعجلين ، فأراقت كمية من الحليب المخصص لأحدهما ، فأضافت الماء إلى الإناء حتى امتلأ وقدمته إلى العجل وكأن شيئًا لم يكن ، ومع مرور الوقت كبر العجلان بفضل هذا الغذاء المميز ، وأصبحا ثورين كبيرين قويين .
عندما بلغ الثوران الثالثة من العمر ، ساقهما المزارع إلى الخليج وربطهما بالعربة الذهبية ، كانت العربة ثقيلة لكن العجلين بذلا جهدًا كبيرًا ورفعاها حتى منتصف الطريق من الحفرة ، وعندما جثا أحد العجلين على ركبتيه ، عادت العربة لتغوص مرة ثانية إلى موضعها القديم .
ربط المزارع العجلين إلى العربة مرة أخرى ، وعندما أوشكت العربة على الوصول بسلام ، تهاوى العجل نفسه وهوى على ركبتيه مرة أخرى ، وهكذا تكرر الأمر مرة تلو الأخرى ، حتى أدرك المزارع أخيرًا أن أحد الثورين أضعف من الآخر .
وفي المرة الأخيرة التي غرقت فيها العربة الذهبية في الخليج ، سمع المزارع صوت خرير وتدفق مياه ينبعث من الأعماق ، وصوتًا يقوله له: ليس بمقدور العجلين الذين ربيتهما على الحليب خالي الدسم ، أن يخرجا عربتي ، فأدرك المزارع أن لا فائدة من تكبّد المزيد من العناء ، ومنذ ذلك الوقت لم تجر أي محاولة لاستخراج الكنز .