قصة العمل للجميع
يحكى أنه في قديم الزمان عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه ، مثالاً رائعًا للعمل ، فقد حكى سيدنا عليّ بن أبي طالب عن نفسه قائلا : جعت بالمدينة جوعا شديدًا ، فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة ( موضع قريب من المدينة ) ، فإذا أنا بامرأة قد جمعت مَدَرًا (حصى) فظننتها تريد بله ، لتصنع منه طينًا هي في حاجة إليه ، فجئتها وأعطيتها كل دلو بتمرة .
فمددت ستة عشر ذنوبًا ( أي دلوًا من الذنب) ، حتى ملحت يدي ( أي يبست ) ثم جئتها ، فقلت بكلتا يدي ، هكذا بين يديها ( وبسط يديه جميعًا ) فعدّت لي ست عشرة تمرة ، فجئت النبي صلّ الله عليه وسلم فأخبرته ، فأكل معي وقال خيرًا ودعا لي .
فانظر كيف تواضع سيدنا عليّ بن ابي طالب رضي الله عنه ، حين اشتغل للمرأة بالأجر ، وكيف خدمها ولم يعتمد على أحد في الحصول على التمر منها وكيف اشترك معه النبي صلّ الله عليه وسلم في أكل التمر ، لأنه مال حلال.
ونستخلص من ذلك : أن الانسان ينبغي له ألا يأكل إلا من عرق جبينه ، ومن مال حلال ، وألا يستحي من عمل يستنفذ منه أجرًا ، وأن يجتهد في العمل للحصول على نفقاته.